الضغينة
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته بعض الأحيان في الدوام تكون بعض الخلافات بيني وبين العاملين معي في الدوام ويصل إلى الحقد والكراهية لكن في اليوم التالي أنا ارجع اسلم عليهم لأني بطبيعتي لا أحب الضغينة، فهل هذا ممدوح في الشرع المقدس؟ والسلام.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اخي العزيز قال تعالى : ( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ) . مَن استقرأ أحداث المشاكل الاجتماعيّة ، والأزَمات المعكِّرة لصفو المجتمع ، علِم أنّ منشأها في الأغلَب بوادِر اللسان ، وتبادل المُهاتَرات الباعثة على توتّر العلائق الاجتماعيّة ، وإثارة الضغائن والأحقاد بين أفراد المجتمع . مِن أجل ذلك كان صون اللسان عن ذلك وتعويده على الكلِم الطيّب والحديث المهذّب النبيل ، ضرورة حازمة يفرضها أدَب الكلام وتقتضيها مصلحة الفرد والمجتمع . فطيبُ الحديث ، وحُسنُ المَقال ، مِن سِمات النبيل والكمال ، ودواعي التقدير والإعزاز ، وعوامل الظفَر والنجاح . وقد دعت الشريعة الإسلاميّة إلى التحلّي بأدَب الحديث ، وطيب القول ، بصنوف الآيات والأخبار ، وركّزت على ذلك تركيزاً متواصلاً ، إشاعة للسلام الاجتماعي ، وتعزيزاً لأواصر المجتمع . فإن الاختلاف في الأفكار، والرؤى، والنظريات، وفي تقييم الأمور؛ هذا أمرٌ قهريٌ لا خِلافَ فيه. لأنه لا يمكن أن يكون هناك شخصان متطابقان في كُل الرؤى والأفكار فإذن، هناك اختلاف، وهذا شيء لابد منه، ولكن ليسَ بالضرورة أن كل اختلاف يؤدي إلى خِلاف. فإن الخوف ليسَ من الاختلاف، وإنّما الخوف من الخلاف، والنزاع، والدخول في عالم المُجادلة. و الآثار السَلبية التي تؤدي الى الحقد و التحدي والتحامل لذا يجب الحذر من المُجادلة لأنه يجعل القلوب قاسية و تَحمل الضغائن . فالاولى من البداية عدم ايصال الوضع الى الحقد والضغينة لان ليست كل النفوس متشابهة و من يعفو ويصفح قليل . فاذا كان الصفح ممدوح شرعا فالمناقشة بالحكمة والموعظة الحسن افضل وهي طريقة الشرع في اقناع الاخرين من دون اثارتهم وخلق جو متشنج وسوء ظن وحقد بين الافراد. و دمتم موفقين