علي كريم ( 21 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

اولاد نبي الله ادم

ماهية قضية اولاد نبي الله ادم هابيل وقابيل وكيف تزوج كل واحد منهن


أصل الخلاف بين هابيل وقابيل: أفادت عدةٌ من الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) انَّ الاختلاف بين قابيل وهابيل وقع بعد انْ أوحى الله تعالى إلى آدم (عليه السلام) انْ يجعل من هابيل وصيَّاً له وانْ يمنحه العلمَ ومورايثَ النبوة التي أودعها إيَّاه. وحين امتثل آدم (عليه السلام) ما أمره اللهُ تعالى به اغتاظ من ذلك قابيل واتَّهم أباه بأنَّ ذلك نشأ عن رأيه وليس عن أمر الله جلَّ وعلا فأكد له آدم انَّ ذلك من أمر الله تعالى وليس عن رأيٍّ رآه، وحتى يُبرهن له على ذلك أمره وأخاه هابيل انْ يقرِّب كلٌ منهما قرباناً لله تعالى، فمن أحرقت النار قربانه فهو الأحظى عند الله جلَّ وعلا، وحين وجد قابيل أن النار قد أحرقت قربان أخيه اشتدَّ حنقه عليه وحسده ثم بغى عليه فقتله. فمن هذه الروايات ما رواه المجلسي في البحار عن كتاب قصص الأنبياء بالإسناد عن الشيخ الصدوق عن أبيه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "لما أوصى آدم (عليه السلام) إلى هابيل حسده قابيل فقتله فوهب الله لآدم هبة الله وأمره ان يوصي إليه..." ومنها: ما رواه العياشي في تفسيره عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله (عليه السلام) ورد فيها: "ان الله تبارك وتعالى أوحى إلى آدم (عليه السلام) ان يدفع الوصية واسم الله الأعظم إلى هابيل، وكان قابيل أكبر منه فبلغ ذلك قابيل فغضب فقال: أنا أولى بالكرامة والوصية، فأمرهما أن يقرِّبا قرباناً بوحيٍّ من الله ففعلا، فقَبِلَ الله قربان هابيل فحسده قابيل فقتله... ومنها: ما رواه المجلسي من كتاب المحتضر للحسن بن سليمان نقلاً عن كتاب الشفاء والجلاء باسناده عن معاوية بن عمار ورد فيه: "ثم أوحى الله عزَّ وجل إلى آدم (عليه السلام): سبق علمي ان لا أترك الأرض من عالم يُعرف به ديني وان أخرج ذلك من ذريتك فانظر إلى اسمي الأعظم وإلى ميراث النبوة وما علَّمتك من الأسماء كلِّها وما يحتاج إليه الخلق من الأثرة عني فادفعه إلى هابيل، ففعل ذلك آدم (عليه السلام) بهابيل، فلما علم قابيل ذلك من فعل آدم (عليه السلام) غضب فأتى آدم فقال له: يا أبه ألستُ أكبر من أخي وأحق بما فعلت به؟ فقال آدم (ع): يا بني إنما الأمر بيد الله يؤتيه من يشاء وان كنت أكبر ولدي فإنَّ الله خصَّه بما لم يزل له أهلاً، فإن كنتَ تعلم انَّه خلاف ما قلت ولم تصدقني فقرِّبا قرباناً فأيكما قُبل قربانه فهو أولى بالفضل من صاحبه... فأكلتْ النار قربان هابيل ولم تأكل قربان قابيل، فأتاه إبليس لعنه الله فقال: يا قابيل انَّ هذا الأمر الذي أنت فيه ليس بشيء لانه إنما أنت وأخوك، فلو وُلد لكما ولد وكثر نسلكما افتخر نسله على نسلك بما خصَّه به أبوك ولقبول النار قربانه وتركها قربانك وإنَّك إنْ قتلته لم يجد أبوك بداً من أن يخصَّك بما دفعه إليه، فوثب قابيل إلى هابيل فقتله..." منها: ما رواه الشهيد الأول في المزار عن أبي عبد الله (ع): "... السلام على هابيل المقتلول ظلماً وعدواناً على مواهب الله ورضوانه..." وثمة روايات أخرى أعرضنا عن ذكرها خشية الإطالة. أصل الخلاف بحسب تفاسير العامة: وفي مقابل هذه الروايات ذكرت الكثير من تفاسير علماء العامة منشأً آخر للخلاف بين قابيل وهابيل وهو انَّ آدم (عليه السلام) أراد تزويج كلٍّ من قابيل وهابيل من أختيهما فاختار لقابيل أخته التي وُلدت مع هابيل من بطن واحد، واختار لهابيل توأم قابيل، ولأنَّ توأم قابيل كانت أجمل من توأم هابيل لذلك اغتاظ قابيل، وقال: انَّه أحق بأخته من أخيه هابيل، ولذلك قتله ومن الواضح مثل هذه الروايات في كتاب ابناء العامة في مبدأ التناسل … لابد من التشنيع على هذه الدعوى وإنها منافية لتمام الرسالات التي بُعِث بها الأنبياء، ذلك لانَّ إرادة الله تعالى كانت قد اقتضت ومنذ الأزل تحريم التزاوج بين المحارم وانَّه تعالى قد أخذ الميثاق من خلقه على الحلال الطيب الطاهر، وانَّه من المعيب على أحد انْ يدين لله تعالى بمثل هذه الضلالات وانَّ الناس إنما وقعوا في مثل هذه الجهالات لأنَّهم أخذوا من غير أهل بيوتات أنبيائهم.…

2