سالم السيلاوي - ايسلندا
منذ 4 سنوات

تفسير فخر الرازي حول أية الاكمال

يقول الفخر الرازي في (التفسير الكبير) عند تفسير آية:‎ (( اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم... )) (المائدة:3): ((فلو كانت إمامة عليّ بن أبي طالب(رضي الله عنه) منصوصاً عليها من قبل الله تعالى، وقبل رسوله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) نصّاً واجب الطاعة، لكان من أراد إخفاءه وتغييره آيساً من ذلك بمقتضى هذه الآية, فكان يلزم أن لا يقدر أحد من الصحابة على إنكار ذلك النصّ وعلى تغييره وإخفائه, ولمّا لم يكن الأمر كذلك, بل لم يجر لهذا النصّ ذكر, ولا ظهر منه خبر ولا أثر...)). فما هو الردّ على هذه الشبهة‎ التي طرحها؟


الأخ سالم المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنّ ما ذكره الرازي متناقض في نفسه؛ فقد قال: ((المسألة الثالثة: قال أصحابنا: هذه الآية دالّة على بطلان قول الرافضة؛ وذلك لأنّه تعالى بيّن أنّ الذين كفروا يأسوا من تبديل الدين، وأكّد ذلك بقوله: (( فَلاَ تَخشَوهُم وَاخشَونِ )) ، فلو كانت إمارة عليّ بن أبي طالب(رضي الله عنه) منصوصاً عليها من قبل الله تعالى...)) (1) . فهو يؤكّد نص القرآن الكريم في الآية السابقة (( اليَومَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُم )) ، بأنّ الكافرين يأسوا من تبديل الدين، ثمّ يقول: ((فكان يلزم أن لا يقدر أحد من الصحابة على إنكار ذلك النص)) (2) ، فأين الكافرين من الذين دخلوا الدين وكانوا من ضمن المسلمين وإن كانوا منافقين؟! والقرآن الكريم ذكر (( الَّذِينَ كَفَرُوا )) ، ولم يذكر الذين نافقوا، والفرق واسع بين الكافرين والمنافقين! ولذا فإنّ ما نقوله في تفسير الآية غير ما تخرّصه الرازي من تفسيرها, وجعل ما ذكره هنا أحد المسائل في تفسيرها, فنحن نقول، كما في (تفسير الميزان): فالآية، أعني: قوله: (( اليَومَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُم فَلاَ تَخشَوهُم وَاخشَونِ * اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دِيناً )) (المائدة:2-3) تؤذن بأنّ دين المسلمين في أمن من جهة الكفّار, مصون من الخطر المتوجّه من قبلهم, وأنّه لا يتسرّب إليه شيء من طوارق الفساد والهلاك، إلاّ من قبل المسلمين أنفسهم, وأنّ ذلك إنّما يكون بكفرهم بهذه النعمة التامّة [أي: الولاية] ورفضهم هذا الدين الكامل المرضي [بتنصيب عليّ(عليه السلام)] ويومئذ يسلبهم الله نعمته ويغيّرها إلى النقمة, ويذيقهم لباس الجوع والخوف, وقد فعلوا، وفعل (3) . ودمتم في رعاية الله