مرتضى علي - السعودية
منذ 4 سنوات

الشبهات الوهابية حول الخلافة بعد الرسول ص

سؤال وجدته في أحد منتديات الوهابية، وطلب كاتبه عرضه على أكبر مرجع شيعي. فمن المعلوم قطعاً عندنا أنّ الله شاء أن يكون الإمام عليّ(عليه السلام) هو الخليفة والوصيّ، وكذا أبناؤه(عليهم السلام). والسؤال البسيط كالتالي: إن كان الله أراد الخلافة والإمامة للإمام عليّ(عليه السلام)، فكيف استطاعت إرادة أبي بكر أن تتغلّب على إرادة الله، وتأخذ الخلافة منه، فمن المعلوم أنّ إرادة الله لا تغلب، وهذا معناه أنّ الله لم يرد الإمام عليّ إمام ووصيّ وخليفة، وهو ما يتوافق مع النظرية السلفية.. وأصارحك أكثر: مع الفطرة!


الأخ مرتضى المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هناك منصب إلهي أراده الله لعليّ(عليه السلام) هو: منصب الإمامة، وهو كمنصب النبوّة، لا يمكن لأحد أن يسلبه، فإذا أراد الله لأحد أن يكون نبيّاً أو إماماً لا يستطيع أحد أن يزيل هذه الصفة عن ذلك الشخص. نعم، هناك لازم من لوازم تلك المرتبة الإلهية المعطاة، وهي: الرئاسة الدنيوية، والتي أيضاً أرادها الله للإمام, ولكن بالإرادة التشريعية؛ بمعنى: أنّ تحقّقها مرتبط بعدم سلب هذا الحقّ من الإمام، وإذا سلب، فإنّ الإمام يكون معذوراً في عدم تولّيه لهذا المنصب. والفرق بين الرئاسة الدنيوية والإمامة الإلهية: أنّ الأُولى مرتبطة بالناس، ومن ضمن العوامل في تحقّقها:: اختيارهم لها, والثانية غير مرتبطة بالناس، فالإمام إمام رضي الناس أم لم يرضوا. ففي كلامك، أو بالأصحّ كلام السلفي، خلط بين الإرادة التكوينية والإرادة التشريعية؛ فإنّ الإرادة التكوينية تكون من دون واسطة، والإرادة التشريعية لله تكون بواسطة العبد، ولاختبار العبد دخالة في تحقّقها؛ فلاحظ، ولا يغرّنك قول الجاهلين! ودمتم في رعاية الله

2