بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في برنامجكم المجيب اختلاف اشكال الناس له أسباب كثيرة منها ناتج من اختلاف الطينة التي خلق الله تعالى منها ادم على نبينا واله وعليه السلام فيكون الاختلاف لاختلاف الجينات الوراثية التي ترجع الى الآباء والاجداد . ومنها اختلاف المناخ الذي يعيش به الناس فتجدون المناطق الحارة يكون الناس اقرب الى السمرة منها الى البياض. ومنها يرجع الى الأوقات التي تنعقد فيه النطفة فهناك ازمان تكون الافلاك بحالة تضطرب به العروق فيؤثر على الجنين. ومنها يرجع الى نوع الطعام الذي يتناوله الابوان فقد وردت بعض الروايات في ان اكل بعض أنواع الطعام يكون الجنين فيه اجمل هذا من الجهة المادية للطعام وهناك الجهة المعنوية للطعام كالطعام الحلال والحرام فتجد بعض الأطفال يحملون شيئا من الاشراقة والنور مثلا. فهذه الأسباب وغيرها تؤثر على شكل الانسان . اما عدالة الله تعالى فالله تعالى جعل لكل شيء سببا فمن يأخذ باسباب تحقق الجمال يرزقه الله طفلا جميلا فمثلا من يتزوج امراة من افريقيا فبلا شك ان الجينات الوراثية والمكان يؤثر بان يكون المولود اقل جمالا ما لو اخذ امراة اسيوية فالله تعالى لا يظلم أحدا ولكن الناس انفسهم يظلمون ومن كان غذاؤه فاسدا فلا يلمومن إلا نفسه اذا كان الجنين قليل الجمال فالباري تعالى لا يجبر الناس ان يكونوا جميلين بل على الناس ان يختاروا طريق أبنائهم من هذه الجهة التي تؤرقكم كثيرا هذا من جهة. ومن جهة أخرى ان اختلاف الناس بدرجات الجمال هو الذي اعطى للجمال قيمة فلو كان الناس جميعا بمرتبة واحدة من الجمال فلن يعرفوا شيئا اسمه وجه جميل اذ لم يرووا وجها غير جميل حتى يقارنوا ويظهر لهم الجميل وبالتالي يحصل عندهم سعي ان يحصلوا على هكذا جنين جميل وان يدعوا الله تعالى ليلا ونهارا سرا وجهارا ان يرزقهم ولدا جميلا وهذا يزيد من ارتباطهم بالله تعالى . وبعد كل هذا فان قضية الجمال بالنسبة لله تعالى لا تشكل عنصرا جوهريا في عباده فان الله تعالى يدخل الجنة ولو كان عبدا حبشيا ويدخل النار ولو كان ملك جمال العالم اذ معايير النعيم الأخروي هو داخل الانسان وعقيدته وما يصدر منه من اعمال الخير . ففي حديث وصية النبي صلى الله عليه وآله لابي ذر يا أبا ذر ان الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم يا أبا ذر ان التقوى ها هنا وأشار بيده إلى صدره. أمالي الطوسي 149 ج 2 ومنها:ان البدن المادي زائل تالف مهما عمر الانسان في الدنيا بالتالي لايبقى غير الروح فهي الخالدة ،فالاهتمام بالفاني الزائل وترك الباقي الخالد قبيح لدى بحكم العقل والعقلاء. وأخيرا يرتبط بنفس الشخص الأقل جمالا انه لابد ان يعرف ان الله تعالى حكيم وما صار هو اليه لا يمكن ان يكون بظلم من الله تعالى بل هو باختيار الانسان وما كان خارجا عن اختيار الانسان فانه تعالى يعلم بالمصلحة وهو الحكيم الذي يضع الأمور في موضعها فلعلي انا الأقل جمالا لو كنت جميلا جدا لما كنت على طاعة الله ولاغراني الشيطان وكنت من الضالين كما هو حال الكثير من الأشخاص الذين يتمتعون بالجمال تجد بعضهم غارق في الرذائل ولا يعرف معنى ان يكون عبدا مطيعا لله تعالى وبهذا يكون الشكل الأقل جمالا هو في الحقيقة نعمة لبعض الناس وعلى الانسان دوما ان يشكر الله على كل ما هو منه تعالى لان الله تعالى لا يكون منه الا الخير ويسال الله تعالى ان يعينه على ما يكون داخلا في اختيار الانسان وان ييسر له ان يختار ما هو صلاح له في الدنيا والاخرة. حفظكم الله ورعاكم وشكرا على سؤالكم