محمد - ايسلندا
منذ 4 سنوات

 لماذا لا نخاطب النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالإمامة مع أنّها أفضل من النبوّة؟

((وقال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (من أحبّ أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي، ويدخل الجنّة التي وعدني ربّي، وهي جنّة الخلد، فليتولّ عليّاً وذرّيته من بعده، فإنّهم لن يخرجوكم باب هدى، ولن يدخلوكم باب ضلالة)، وقول ابن حجر: أنّ في إسناده يحيى بن يعلى المحاربي، وهو واهٍ، مردود؛ لأنّ يحيى بن يعلى المحاربي ثقة بالاتّفاق، كما أنّه من رجال الصحيحين البخاري ومسلم، وعدّه أبو الفضل القيسراني وغيره ممّن احتجّ بهم الشيخان)). يقول الوهابيون: إنّ ذكر ابن حجر ليحيى بن يعلى المحاربي وهم منه، بل الوارد في السند هو يحيي بن يعلي الأسلمي، وهو ليس بثقة بالاتّفاق, وعليه فالحديث لا يصحّ. فماذا تقولون يرحمكم الله؟


الأخ محمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته روى هذا الحديث الطبري في (المنتخب من ذيل المذيل من تاريخ الصحابة والتابعين)، وفي سنده يحيى بن يعلى المحاربي، لا الأسلمي؛ قال: ((حدّثني زكريا بن يحيى بن أبان المصري، قال: حدّثنا أحمد بن إشكاب، قال: حدّثنا يحيى بن يعلى المحاربي، عن عمّار بن رزيق الضبّي، عن أبي إسحاق الهمداني، عن زياد بن مطرف، قال سمعت رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: (من أحبّ أن يحيا حياتي ويموت ميتتي، ويدخل الجنّة التي وعدني ربّي، قضباناً من قضبانها غرسها في جنّة الخلد، فليتولّ عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) وذرّيته من بعده، فإنّهم لن يخرجوهم من باب هدى، ولن يدخلوهم في باب ضلالة) )) (1) . وعلى فرض أنّ ما يقال صحيحاً، وأنّه قد وقع التصحيف في رواية الطبري في (المنتخب)، وأنّه يحيى بن يعلى الأسلمي؛ لا المحاربي، كما في (المعجم الكبير) (2) ، ولكنّ الحاكم قد صحّح حديثاً قريباً من متنه بنفس السند وقع فيه الأسلمي، قال: ((حدّثنا بكر بن محمّد الصيرفي بمرو، ثنا إسحاق، ثنا القاسم بن أبي شيبة، ثنا يحيى بن يعلى الأسلمي، ثنا عمّار بن زريق، عن أبي إسحاق، عن زياد بن مطرف، عن زيد بن أرقم(رضي الله عنه)، قال: قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (من يريد أن يحيى حياتي، ويموت موتي، ويسكن جنّة الخلد التي وعدني ربّي، فليتولّ عليّ بن أبي طالب؛ فإنّه لن يخرجكم من هدى، ولن يدخلكم في ضلالة)، هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه)) (3) . وتعقّبه الذهبي بقوله: ((أنّى له الصحّة، والقاسم متروك، وشيخه ضعيف، واللفظ ركيك، فهو إلى الوضع أقرب، وهو قول ابن الملقّن)) (4) . ولكن القاسم توبع عليه في طرق أُخرى، فلم يبق إلاّ شيخه، وهو يحيى بن يعلى الأسلمي، ولكنك عرفت من تصحيح الحاكم أنّه يوثّقه، وأمّا تضعيف الآخرين له، فلكونه شيعيّ! (5) ومع ذلك فإنّ الحديث المذكور روي بأسانيد مختلفة، وهناك روايات بمضامين قريبة من مضمون هذا الحديث، وقد جمعها ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق)، فقال: ((أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله، نا محمّد بن المظفّر، نا محمّد بن جعفر بن عبد الرحيم، نا أحمد بن محمّد بن يزيد بن سليمان، نا عبد الرحمن بن عمران بن أبي ليلى، أنا محمّد بن عمران، نا يعقوب بن موسى الهاشمي، عن ابن أبي روّاد، عن إسماعيل بن أُميّة، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (من سرّه أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنّة عدن غرسها ربّي، فليوال عليّاً من بعدي، وليوال وليّه، وليقتد بالأئمّة من بعدي، فإنّهم عترتي، خُلقوا من طينتي، رزقوا فهما وعلماً، ويل للمكذّبين بفضلهم من أُمّتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي). هذا حديث منكر، وفيه غير واحد من المجهولين. أخبرنا أبو غالب بن البناء، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون، نا محمّد بن إسماعيل بن العبّاس الورّاق - إملاء - نا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن، نا يعقوب بن يوسف بن زياد الضبّي، نا أحمد بن حمّاد الهمداني، نا مختار التمّار، عن أبي حيان - يعني التيمي - عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب، قال: قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (من تولّى عليّاً فقد تولاّني، ومن تولاّني فقد تولّى الله عزّ وجلّ). أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، وأبو بكر محمّد بن الحسين، وأبو عبد الله البارع، وأبو غالب عبد الله بن أحمد بن بركة، ومحمّد بن أحمد بن الحسن بن قريس، قالوا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الحربي، نا العبّاس - يعني ابن علي بن العبّاس - أنا الفضل المعروف بالنسائي، نا محمّد بن علي بن خلف العطار، نا أبو حذيفة، عن عبد الرحمن بن قبيصة، عن أبيه، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (عليّ أقضى أُمّتي بكتاب الله فمن أحبّني فليحبّه؛ فإنّ العبد لا ينال ولايتي إلاّ بحبّ عليّ(عليه السلام)). أخبرنا أبو سعد بن أبي صالح الكرماني، وأبو الحسن مكي بن أبي طالب الهمداني، قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ، حدّثني محمّد بن مظفّر الحافظ، نا عبد الله بن محمّد بن غزوان، نا علي بن جابر، نا محمّد بن خالد بن عبد الله، نا محمّد بن فضيل، نا محمّد بن سوقة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله، قال: قال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (يا عبد الله أتاني ملك فقال: يا محمّد (( وَاسأَل مَن أَرسَلنَا مِن قَبلِكَ مِن رُسُلِنَا أَجَعَلنَا مِن دُونِ الرَّحمَنِ آلِهَةً يُعبَدُونَ )) (الزخرف:45) على ما بعثوا؟ قال: قلت: على ما بعثوا؟ قال: على ولايتك وولاية عليّ بن أبي طالب). قال الحاكم: تفرّد به علي بن جابر، عن محمّد بن خالد، عن محمّد بن فضيل، ولم نكتبه إلاّ عن ابن مظفّر، وهو عندنا حافظ ثقة مأمون. أخبرنا أبو محمّد القاسم بن هبة الله بن عبد الله، نا أبو بكر الخطيب، نا أبو طاهر إبراهيم بن محمّد بن عمر بن يحيى العلوي، أنا أبو المفضّل محمّد بن عبد الله الشيباني، حدّثني أحمد بن إسحاق بن العبّاس بن موسى بن جعفر العلوي بدبيل، نا الحسين بن محمّد بن بيان المدائني قاضي تفليس، حدّثني جدّي لأبي شريف بن سائق التفليسي، نا الفضل بن أبي قرّة التميمي، عن جابر الجعفي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (من سرّه أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنّة عدن التي غرسها الله ربّي، فليتولّ عليّاً بعدي). أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن سليمان النصيبي، بها، نا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد، نا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المهوي، نا بشر بن مهران الفراء، أنا شريك، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن حذيفة، قال: قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (مَن أحبّ أن يحيا حياتي، ويموت موتي، فليتمسّك بالقصبة الياقوت التي خلقها الله بيده، وقال: كن - أو: كوني - وليتولّ عليّ بن أبي طالب بعدي). أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، لفظاً، نا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن أبي كامل، نا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن إسحاق السراج - ببيت المقدس إملاء - حدّثني أبي، نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، نا يحيى بن يعلى، عن عمّار بن زريق، عن أبي إسحاق، عن عمّار بن مطرف، عن زيد بن أرقم، قال: قال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (من أحبّ أن يحيا حياتي، ويموت موتتي، ويسكن جنّة الخلد التي وعدني ربّي، فإنّ ربّي غرز قضبانها بيده، فليتولّ عليّاً؛ فإنّه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة). أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن المسلم الرحبي، أنا خال أبي سعد الله بن صاعد، أنا مسدّد بن علي، نا إسماعيل بن القاسم، نا يحيى بن علي، نا أبو عبد الرحمن، نا أبي، عن السدّي، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (من أراد أن يتمسّك بالقضيب الياقوت الأحمر الذي غرسه الله لنبيّه(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بيمينه في جنّة الخلد، فليتمسّك بحبّ عليّ بن أبي طالب). أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو الحسن علي بن أحمد الجيرفتي، أنا أبو أحمد حمزة بن محمّد بن العبّاس الدهقان، ببغداد، نا محمّد بن مندة بن أبي الهيثم الأصبهاني، نا محمّد بن بكير الحضرمي، نا عبد الله بن عمر البلخي، عن الفضل بن يحيى المكّي، عن السدّي، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (مَن أحبّ أن يتمسّك بقضيب من ياقوتة حمراء التي غرسه الله بيده في جنّة الفردوس الأعلى، فليتمسّك بحبّ عليّ بن أبي طالب). أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، حدّثني محمّد بن أبي يعقوب الدينوري، نا أبو ميمون جعفر بن نصر، نا يزيد بن هارون الواسطي، نا شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: سمعت رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: (من سرّه أن يتمسّك بقضيب الدرّ الذي غرسه الله في جنّة عدن، فليتمسّك بحبّ عليّ).  أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنّا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن العبّاس بن محمّد بن حيوية الخزّاز، نا الحسن بن علي بن زكريا، نا الحسن بن علي بن راشد، نا شريك عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطيب، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (من أحبّ أن يتمسّك بالقضيب الأحمر الذي غرسه الله في جنّة عدن بيمينه، فليتمسّك بحبّ عليّ بن أبي طالب) )) (6) . ودمتم في رعاية الله