السلام عليكم
ما هو الدليل على أن الله تعالى خلقنا للعبادة لا للتسلية
فأذا كان خلقنا للتسلية فهذا معناه انه سيفنينا
واذا كان خلقنا للعبادة ما هو الدليل على ذلك ، ارجوا الإجابة لان التفكير بهذا الأمر جداً مرهق. ارجو فهم سؤالي فأنا لا اقصد لماذا خلقنا الله للعبادة بل اقصد ما هو الدليل على أن الله خلقنا للعبادة. وشكرا جزيلا وجزاكم الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في برنامجكم المجيب
الدليل ان الله تعالى لم يخلق الانسان للتسلية واللعب هو من العقل ومن النقل
الدليل العقلي
ان الذي يعمل شيئا للعب واللهو
اما انه لحاجة في نفسه يحتاجها كي يتسلى بما يعمله فلو لم يكن محتاجا للتسلية لا يمكن ان يقدم على شيء اسمه لعب فاللعب هو حاجة نفسية يسعى الى سدها وهذا المعنى لا يمكن ان نتصوره في الله تعالى فالله تعالى لايمكن ان يكون محتاجا لشيء بل كل شيء محتاج اليه فنحن الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد وهو الغني عن عباده.
واما ان اللعب واللهو يعمله لاجل الجهل مواطن ومكامن الحكمة فيحصل عنده لهو ولعب فمن يحرث الأرض بطريقة خاطئة يقولون عنه انه يلعب بارضه وهو يقول لهم انا احرثها لاجل الزراعة فان الجواب انك تجهل الطريقة التي لابد ان تحرث بها حتى تنبت الأرض وهذا المعنى لايمكن تصوره في حق الباري تعالى انه خلق الخلق وهو يجهل الحكمة فوقع منه الخلق لعبا ولهوا.
واما ان يكون اللعب واللهو لا لشيء من هذه الأمور بل هكذا مجرد عبث وتصرف لا لاي شيء مجرد تضييع للوقت وتضييع للجهد والطاقة وهذا المعنى أيضا يستحيل على الباري تعالى لانه تعالى لا يمكن ان يكون عابثا ويعمل بلا حكمة وهو عين الحكمة ومعدنها .
الدليل النقلي: وهو دليل من الايات والروايات ونحن اختصارا نذكر اية تدل على ان الله تعالى لا يمكن ان يكون عابثا ولاعبا في خلقه
قوله تعالى ((وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ)) (سورة الأنبياء: اية16) فهذه الاية تنفي ان يكون خلق السموات والأرض لعبا وانما خلقها بالحق ((ما خَلَقْناهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ)) (سورة الأنبياء: اية 39)
فهذه الايات الشريفة تثبت ان الله تعالى خلق الخلق بالحق ((وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) (سورة البقرة: اية260) وايات كثيرة تثبت انه تعالى حكيم فكل ما يصدر منه تعالى هو لمصلحة وحكمة
وهنا نسال ما هي هذه الحكمة التي خلق الله تعالى الانسان لها أجاب جنابكم الكريم انه خلقنا للعبادة وما هو الدليل على ذلك
يذكر الله عز وجل في كتابه الكريم في سورة الذاريات ((وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)) (الذاريات:56) وهي تدل بوضوح ان الخلق لاجل العبادة .
واحب ان ابين لجنابكم شيئا وهو ان الله تعالى غني عن العباد ولا يتصور متصور ان الله تعالى يريد العبادة لانه محتاج لها فان هذا شيء لا يمكن ان يثبت لله ((فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)) (الحديد:24) وانما الفقير الحقيقي هو الانسان نفسه ((يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)) (فاطر:15) فاذا كان الانسان هو الفقير المطلق فان العبادة نفعها يكون للإنسان لا لله تعالى وهنا ما هي هذه الفائدة التي يجنيها الانسان من العبادة نضرب مثلا كي تتضح الصورة لو كان الانسان يعيش في ظلام وراى نورا وشعاعا يضيء له فانه كلما يقترب من المصدر النوري فانه يهتدي اكثر وكلما يبتعد عن المصدر النوري يعيش في تيه وظلام اكثر فالانسان بالعبادة يتقرب الى المصدر النوري وكلما تقرب من الله تعالى اكثر كلما كان في هداية اكثر كلما كان في نفع اكثر فاذن العبادة هي في الحقيقة لتكامل الانسان وارتقائه وعلو شانه ومن هنا جاء التأكيد على عبادة الله وان يسعى الانسان دوما في عبادة ربه اذ كلما تقرب اكثر كلما كان في خير وفير ا كثر وليس المراد من العبادة خصوص الصوم والصلاة وهذه العبادات البدنية وهي مطلوبة بلا شك المستحب منها فضلا عن الواجب ولكن هناك نوع اخر من العبادة وهو العلم والمعرفة وانت الان تقرأ هذه الكلمات في طاعة الله تكون في عبادة ولذا ورد تفكر ساعة في الله تعالى خير من عبادة سبعين سنة لاجل ان الانسان الذي يتفكر في الله تعالى ويبني عقيدته بناء صحيحا فانه سيعبد الله ابد الدهر.
تحياتي لكم واساله تعالى ان يوفقنا ان نكون باعلى مراتب العبادة التي تقربنا وتعطينا المكرمات مع النبي واله الطاهرين.