رسائل النبي ص
عندما أرسل الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) الرسائل إلى قيصر الروم، وملك فارس، يدعوهم للإسلام أو الجزية أو الحرب، لم يذكر فيها الإمام عليّ(عليه السلام)؛ إذ قال فيما معناه: (أن تشهد أن لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله)، ولم يضف عليّ وليّ الله، لماذا؟
الأخ فايز المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعلوم لديكم أنّ أحكام الشريعة المقدّسة قد نزلت بالتدرج ولم تنزل دفعة واحدة، وإنّ التبليغ عنها كان أيضاً بالتدريج حسب المصلحة وتقبل الناس وليس دفعة واحدة، فإنّك تجد مثلاً أنّ النطق بالشهادتين في أوّل الدعوة مدعاة لعصمة المال والدم، كما ورد في الأحاديث الشريفة المتضافرة: (لا أزال أقاتل الناس حتّى يقولوا: لا إله إلاّ الله، فإذا قالوها فقد عصموا منّي دماءهم وأموالهم، إلاّ بحقّها وحسابهم على الله) (1) . ثمّ بعد نزول الفرائض وتوسّع الأحكام، قال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (من شهد أن لا إله إلاّ الله، واستقبل قبلتنا وصلّى صلاتنا، وأكل ذبيحتنا، فهو المسلم، له ما للمسلم وعليه ما على المسلم) (2) ، وعند تحريم الخمر كان ذلك بالتدريج مع أنّها حرام من أوّل الإسلام. لذا فالرسائل التي بعثها النبيّ الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى رؤساء البلدان في أوّل الدعوة كانت وفق هذا السياق، وهو: إعلان التوحيد، الذي أراده الله سبحانه بأن لا يشرك به عباده شيئاً، والإقرار بنبوّة نبيّه محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، الذي يعني التسليم بكلّ ما سيبلّغه النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) للأُمّة، ومنها: ولاية عليّ(عليه السلام)، التي نزل أمر الله سبحانه للنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالتبليغ العام بها في آخر الدعوة، كما هو المعلوم في قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغ مَا أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ