( 24 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

زيد النار ابن الكاظم (ع)

السلام عليكم هل زيد النار ابن الامام الكاظم (ع) كان مذموما؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته لو أردنا الإطلاع على سيرة زيد بن‌ موسى‌ بن‌ جعفر علیهما السلام‌، فحسبنا ما ذكره‌ الشيخ‌ عبدالله‌ المامقاني‌ّ في‌ « تنقيح‌ المقال‌ » . قال‌: زيد بن‌ موسى الكاظم‌ علیه‌ السلام‌: لم‌ أقف‌ فيه‌ إلاّ علی‌ رواية‌ الكليني‌ّ رحمه‌ الله‌ في‌ باب‌ ما يفصل‌ به‌ بين‌ الحقّ والباطل‌ من‌ باب‌ الإمامة‌ من‌ « الكافي‌ » عن‌ موسي‌ بن‌ محمّدبن‌ إسماعيل‌بن‌ عبد الله‌ بن‌ عبيد الله‌ بن‌ العبّاس‌ بن‌ عليُ بن أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌ قال‌: حدّثني‌ جعفر بن‌ زيد بن‌ موسي‌ عن‌ أبيه‌، عن‌ آبائه‌ علیهم‌ السلام‌. وزيد هذا هو المعروف‌ بزيد النار، خرج‌ بالمدينة‌، فأحرق‌ وقتل‌، ثمّ مضي‌ إلی‌ البصرة‌ سنة‌ 196 . وقال‌ أبو الفرج‌: لمّا مات‌ محمّد بن‌ إبراهيم‌ ابن‌إسماعيل‌ طباطبا بن‌ إبراهيم‌ بن‌ الحسن‌ بن‌ الحسن‌ مع‌ أبي‌ السرايا بالكوفة‌. وكان‌ محمّد هذا إمام‌ الزيديّة‌ وصاحب‌ الدعوة‌. ولي‌ الناس‌ بعده‌ محمّدبن‌ زيد بن‌ عليّ علیه‌ السلام‌، وبايعه‌ الزيديّة‌ وفرّق‌ في‌ الآفاق‌ عمّاله‌. فولي‌ زيدبن‌ موسى‌ بن‌ جعفر علیهما السلام‌ الاهواز، فمرّ بالبصرة‌ وعلیها علی‌ّبن‌ جعفر بن‌ محمّد، فأحرق‌ دور العبّاسيّين‌ فلقّب‌ بذلك‌ وسمّي‌ زيد النارـ انتهي‌. ويظهر من‌ بعض‌ أهل‌ السير ما ينافي‌ ذلك‌، حيث‌ قال‌: لمّا ظهر أمر أبي‌ السـرايا بالكوفة‌، قدم‌ علیه‌ فولاّه‌ علیها. فلمّا كان‌ من‌ أمر أبي‌ السـرايا ما كان‌ وتفرّق‌ أصحابه‌، استتر زيد هذا فطلبه‌ الحسن‌ بن‌ سهل‌، فدلّ علیه‌، فحبسه‌. فلم‌ يزل‌ في‌ الحبس‌ ببغداد حتّي‌ ظهر إبراهيم‌ المهدي‌ّ المعروف‌ بـ ابن‌ شَكْلَة‌ فجسّر أهل‌ بغداد بالحسن‌ فأخرجوا زيداً من‌ حبسه‌. فمضي‌ إلی‌ المدينة‌ فأحرق‌ وقتل‌، ودعا لبيعة‌ محمّد بن‌ جعفر بن‌ محمّد. فبعث‌ إلیه‌ المأمون‌، فأسر وحمل‌ إلیه‌. فقال‌ له‌: يا زيد! خرجتَ بالبصرة‌ وتركت‌ أن‌ تبدأ بدور أعدائنا من‌ أُميّة‌ وثقيف‌ وغني‌ وباهلة‌ وآل‌ زياد، وقصدتَ دور بني‌ عمّك‌؟! فقال‌ ـ وكان‌ مزّاحاً ـ: أخطأت‌ يا أميرالمؤمنين‌ من‌ كلّ جهة‌، وإن‌ عدتُ للخروج‌ بدأتُ بأعدائنا! فضحك‌ المأمون‌ وبعثه‌ إلی‌ أخيه‌ الرضا علیه‌ السلام‌ وقال‌: قد وهبتُ لك‌ جرمه‌، فأحسن‌ أدبه‌! فلمّا جاؤوا به‌، عنّفه‌، وخلّي‌ سبيله‌، وحلف‌ أن‌ لا يكلّمه‌ أبداً ما عاش‌. وقد أورد الصدوق‌ رحمه‌ الله‌ في‌ « العيون‌ » أخباراً كثيرةً تدلّ علی‌ ذمّه‌ وسوء حاله‌. لكنّ المفيد رحمه‌ الله‌ في‌ « الإرشاد » لم‌ يستثنه‌ من‌ قوله‌ فيه‌: لكلّ واحد من‌ ولد أبي‌ الحسن‌ علیه‌ السلام‌ فضل‌ ومنقبة‌ مشهورة‌، وكان‌ الرضا علیه‌ السلام‌ المقدّم‌ علیهم‌ في‌ الفضل‌. وعاش‌ زيد هذا إلی‌ آخر حكومة‌ المتوكّل‌، وكان‌ ينادم‌ المنتصر، وكان‌ في‌ لسانه‌ فضل‌. قال‌ الصدوق‌ رحمه‌ الله‌ في‌ « العيون‌ »: وكان‌ زيدبن‌ موسي‌ هذا زيديّاً. وكان‌ ينزل‌ بغداد علی‌ نهر كَرْخَايَا. وهو الذي‌ خرج‌ بالكوفة‌ أيّام‌ أبي‌ السرايا فولّوه‌ علیها. قال‌ المامقاني‌ّ: أشار بقوله‌: في‌ لسانه‌ فضل‌ إلی‌ كونه‌ مزّاحاً بلسانه‌. ومراده‌ من‌ كونه‌ زيديّاً أ نّه‌ يذهب‌ مذهب‌ الزيديّة‌ في‌ الخروج‌، لا أ نّه‌ يعتقد إمامة‌ الخارج‌ كما هو مذهبهـم‌. ولكن‌ كفي‌ بخـروجه‌ وقتله‌ وحرقه‌ مسـقطاً له‌، فضـلاً عن‌ منادمته‌ للخلفاء وحضـوره‌ معـهم‌ في‌ مجالسـهم‌ المشـهورة‌، فلااعتماد علی‌ خبره‌. نعم‌، قد أُمرنا بعدم‌ التعرّض‌ لذرّيّتهم‌ وعدم‌ الانتقاص‌ لاحدٍ منهم‌. وورد عنهم‌ علیهم‌ السلام‌ أ نّهم‌ قالوا: إنَّا أَهْلُ بَيْتٍ لاَ يَخْرُجُ أَحَدُنَا مِنَ الدُّنْيَا حَتَّي‌ يُقِرَّ لِكُلِّ ذِي‌ فَضْلٍ بِفَضْلِهِ.

3