م/ حيدر - العراق
منذ 4 سنوات

أسألة المتفرقة

لماذا لم يقم الإمام عليّ(عليه السلام) بالثورة رغم أنّ الفتنة التي حدثت في عهده هي سبب الفتن في عهد الحسين(عليه السلام)؟ لماذا لم يَثر الإمام عليّ(عليه السلام)، ولكن تأخّرت الثورة إلى زمان الحسين(عليه السلام)؟ لماذا لم يقم الإمام الحسن(عليه السلام) بها واكتفى بالصلح؟ لماذا الحسين(عليه السلام) لم يفعل مثل الحسن(عليه السلام)؟


الأخ المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نظرة سريعة، وتأمّل بسيط في التاريخ، في الأجواء التي كانت تحكم في زمن الأئمّة(عليهم السلام), تعطينا خبراً بأنّ كلّ إمام كانت له مهمّة خاصّة، تبعاً للظروف التي كانت تحيطه.. فمثلاً: بعد وفاة رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان الناس جديدي عهد بالإسلام, فهنا الحفاظ على أصل الإسلام كان أوجب من إعلان الثورة من قبل أمير المؤمنين(عليه السلام) والتي كانت ستؤدّي إلى ارتداد الكثير عن الإسلام. وفي زمن الإمام الحسن(عليه السلام) بعدما بويع بالخلافة وخذلان أصحابه له, حتّى أنّهم همّوا بتسليمه إلى معاوية, وكانت الظروف تحتّم عليه تعريف معاوية إلى الملأ العام الذي كان قد اغترّ به, فعمد إلى تنظيم بنود الصلح التي وافق عليها معاوية ومن ثمّ نقضها, وفي ذلك تعرية كاملة لمعاوية, وفي نفس بنود الصلح والشروط التي وضعها الإمام المجتبى(عليه السلام) تصريح في عدم شرعية خلافة معاوية. وفي زمن الإمام الحسين(عليه السلام) بويع ليزيد, ويزيد ممّن كان يتجاهر بالكفر والفسق, وكان هدفه محو الدين من أساسه, فهنا كان الحفاظ على أصل الدين بالخروج والثورة؛ إذ لو لم يخرج الإمام الحسين(عليه السلام) لكان يزيد قد هتك حرمة الإسلام, بل لغيّر الإسلام ورجع إلى تقاليد الجاهلية. فأهل البيت(عليهم السلام) ليس هدفهم الحكومة, بل هدفهم سَوق الأُمّة إلى الحقّ, ومن شؤونات سوق الأُمّة إلى الحقّ الحكومة, فإذا اقتضت المصلحة في سوق الأُمّة إلى الحقّ ترك الحكومة، تركوها. ودمتم في رعاية الله

1