ميرزا - اذربيجان
منذ 4 سنوات

تعدد الائمة و الأنبياء

لا يمكن أن يكون في زمان واحد إمامان، وأمّا الأنبياء فإنّه يمكن أن يكون أكثر من نبيّ واحد في زمان واحد، لماذا؟


الاخ ميرزا المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يمكن أن يوجد في زمان واحد إمامان، كما هو الحال في سائر حياة الأئمّة(عليهم السلام)؛ إذ كانوا موجودين بوجود آبائهم الأئمّة(عليهم السلام)، كما في زمن أمير المؤمنين(عليه السلام) والحسن والحسين(عليهما السلام)، وهكذا سائر الأئمّة(عليهم السلام). وإنّما الكلام في الولاية الفعلية للإمام(عليه السلام) على الأُمّة؛ هل يمكن أن تكون في عرض إمامة إمام آخر معصوم؟ قد ثبت في الروايات أنّ الولاية الفعلية لا تكون في كلّ زمان إلاّ لإمام واحد ولا تكون لإمامين؛ ففي صحيحة الحسين بن أبي العلا: ((قلت لأبي عبد الله(عليه السلام): تكون الأرض ليس فيها إمام؟ قال: لا. قلت: يكون إمامان؟ قال: لا، إلاّ وأحدهما صامت)) (1) . وجاء بسند موثّق عن الصدوق في (إكمال الدين): ((عن هشام بن سالم، قال: قلت للصادق(عليه السلام) ... المزید فهل يكون إمامان في وقت؟ قال: لا، إلاّ أن يكون أحدهما صامتاً مأموماً لصاحبه، والآخر ناطقاً إماماً لصاحبه، فأمّا أن يكونا إمامين ناطقين في وقت واحد فلا) )) (2) . وجاء في (شرح أُصول الكافي) للمولى محمّد صالح المازندراني في شرحه للحديث الأوّل المتقدّم، قال: ((وفي شرح نهج البلاغة: أنّ في آخر الزمان لا يكون في كلّ وقت وزمان إلاّ إمام واحد، وأمّا الأنبياء والأوصياء في الزمن الأوّل كانوا في عهد واحد جماعة كثيرة، وفي آخر الزمان مذ عهد رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى قيام الساعة لا يكون في كلّ حين إلاّ وصيّ واحد)) (3) . وقال الميرزا أبو الحسن الشعراني في تعليقته على ما ذكره المولى المازندراني في قوله: (إلاّ وصيّ واحد): ((وقد علمنا بالتجربة والتاريخ أنّ الحكومة تندرج إلى السعة والعظم من أوّل عصر الخليقة إلى زماننا، فقد كان في الأعصار القديمة في ناحية كالشام ملوك كثيرة، وكان أعظم ملك في القديم مصر، وأعظم ملوكهم الفراعنة، ثمّ ملك العراق وهم الكلدانيون، وبعد ذلك عظم الحكومات واتّسع الدول، فكان الروم وفارس أعظم من كلّ ملك قبلهما، ثمّ ملك الإسلام وكان أعظم من ملك الروم وفارس، ثمّ وجد دول في الأعصار الأخيرة عظيمة جدّاً.. والناس يميلون إلى قبول حكومة واحدة لجميع أهل الأرض، ولذلك أسّسوا مجلس الأُمم، وهي أحسن من قبول حكومات متعدّدة متنافرة كلّ يجرّ النار إلى قرصه، ويسعى في جلب نفع أُمّته، والاستئثار بنعم الله تعالى دون غيره. ولو كان حكم واحد سارياً وإمام واحد في جميع أقطار الأرض، ينظر على السواء إلى جميع الأجناس والأُمم، من العرب والعجم، والأسود والأبيض، ولا يرجّح شعباً على شعب، وأُمّة على أُمّة، كما هو مذهبنا، فهو أحسن وأعدل، وأوفر نعمة، وأقوى مقدرة، وأقلّ فتنة)) (4) . ودمتم في رعاية الله

1