محمد المقداد - الولايات المتحدة
منذ 4 سنوات

 أصل الإختلاف بين الشيعة والسنة

ولكن ورد في كتاب عيون أخبار الرضا(عليه السلام)) للشيخ الصدوق أنّه قال رجل للإمام الرضا(عليه السلام): ((أصلحك الله كيف صرت إلى ما صرت إليه من المأمون؟ وكأنّه أنكر ذلك عليه! فقال له أبو الحسن الرضا(عليه السلام): يا هذا! أيّهما أفضل: النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أو الوصي؟ فقال: لا بل النبيّ. قال: فأيّهما أفضل: مسلم أو مشرك؟ قال: لا بل مسلم. قال: فإنّ العزيز عزيز مصر كان مشركاً وكان يوسف(عليه السلام) نبيّاً، وأنّ المأمون مسلم وأنا وصيّ، ويوسف سأل العزيز أنّ يولّيه حين قال: (( اجعَلنِي عَلَى خَزَائِنِ الأََرضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ )) ، وأنا أُجبرت على ذلك))(عيون أخبار الرضا 2: 150). فالإمام (سلام الله عليه) يؤكّد أنّ الأنبياء هم أفضل من الأوصياء والأئمّة(عليهم السلام)؛ لأنّ النبيّ يتّصل بالله، وهو مُرسل من قِبله، والإمام مرتبطٌ بالله من خلال النبيّ..


الأخ محمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أوّلاً: بغضّ النظر عن سند الرواية - إذ هي مرسلة، وفيها ما قد يناقش، فإنّ يوسف(عليه السلام) طلب الولاية من ملك مصر وليس من العزيز، ثمّ بعد ذلك عندما قبل الملك أصبح هو العزيز بدل العزيز السابق - فإنّها واردة في مقام الاحتجاج؛ فالإمام الرضا(عليه السلام) يريد أن يقنع المقابل بأنّه قَبِل ولاية العهد كما قَبلها نبيّ الله يوسف(عليه السلام)، وليس الإمام(عليه السلام) بصدد تقرير أنّ النبيّ أفضل من الإمام. ثمّ إنّ في الرواية سؤال الإمام(عليه السلام) بـ(أيّهما أفضل النبيّ أو الوصي؟)، والوصي أعمّ من الإمام، إذ قد يكون الوصي إماماً، كما في أئمّتنا(عليهم السلام)، وقد يكون وصيّاً فقط، كما في أكثر أوصياء الأنبياء، فليس منصب الوصاية على عمومه أفضل من النبوّة، بل النبوّة بعمومها أفضل من الوصاية بعمومها، وهنا فإنّ الإمام(عليه السلام) من جهة الاحتجاج استدلّ بمنصب وصايته للنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لا إمامته؛ إذ لم يأت في الرواية: ((أيّهما أفضل: النبيّ أو الإمام))؛ فافهم! ثانياً: لا شكّ أنّ للنبوّة مراتب، فبعض مراتبها تكون أعلى من مقام الوصيّ، كما هو الحال في النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)؛ فهو أرفع مقاماً من الوصيّ، ولا شكّ أنّ بعض مراتب الأوصياء أعلى من مرتبة النبوّة، بل إذا كانوا أئمّة فهم أعلى مرتبة، كما هو الحال في شأن الإمام عليّ(عليه السلام) والأئمّة الباقين من أولاده(عليهم السلام)؛ فإنّهم أعلى مرتبة من بقية الأنبياء غير الخاتم. ودمتم في رعاية الله

1