يجب أن تكونوا واضحين في مسألة تفضيل الإمامة والنبوّة.
سمعت من أحد مراجعنا الأعلام: أنّ النبوّة والرسالة والإمامة إذا اجتمعت في شخص واحد مثل النبيّ إبراهيم(عليه السلام) في هذه الحالة تكون الإمامة أفضل من النبوّة.
نرجو التوضيح.
الأخ عبد الرحمن المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يظهر من مراجعة بعض الأدلّة التي ذكرت للاستدلال على أفضلية الإمامة على النبوّة، عدم اختصاص ذلك بما إذا كانت الإمامة مجتمعة مع النبوّة في شخص واحد؛ فهي مطلقة من هذه الناحية، أي: أنّ الإمام أفضل سواء أكان نبيّاً أم لم يكن.
كما إنّا لا نفهم خصوصية لنبيّ الله إبراهيم(عليه السلام)؛ لأنّ المورد لا يخصّص الوارد.. فلاحظ ما رواه زيد الشحّام، قال: ((سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: (إنّ الله تبارك وتعالى اتّخذ إبراهيم عبداً قبل أن يتّخذه نبيّاً، وإنّ الله اتّخذه نبيّاً قبل أن يتّخذه رسولاً، وإنّ الله اتّخذه رسولاً قبل أن يتّخذه خليلاً، وإنّ الله اتّخذه خليلاً قبل أن يجعله إماماً، فلمّا جمع له الأشياء قال: (( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً )) (البقرة:124)، قال: فمن عظمها في عين إبراهيم قال: (( قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهدِي الظَّالِمِينَ )) (البقرة:124)، قال: لا يكون السفيه إمام التقي) )) (1) .
وهذا لا يعني: أنّ الإمام أفضل من النبيّ الأكرم(صلّى الله عليه وآله وسلّم)؛ لأنّ الخاتم جمعت له النبوّة والإمامة.
ودمتم في رعاية الله