احمد ابراهيم - الأردن
منذ 4 سنوات

اثبات الولاية و الامامة من القرآن

إذا كانت الولاية على قدر كبير من الأهمية بحيث أنّها تدخل في العقيدة، ولا يتمّ الدين إلاّ بها، فأين إثبات ذلك من القرآن الكريم صراحة بدون تأويل، كما تمّ ذكر أشياء صراحة بالقرآن، وهي أقلّ أهمّية بكثير من الولاية.


الأخ احمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا يقاس الأمر بهذا القياس، ولا يمكن أن يقول مسلم يؤمن إيماناً صحيحاً بهذا القول، إذ الكثير من الأُمور قد ذكرت في القرآن الكريم بصورة مجملة غير مفصّلة، وكثير من الأُمور المباحة أو المستحبّة أو المكروهة قد ذكرت في القرآن دون ذكر بعض الأُمور الواجبة أو المحرّمة، ولذلك أمرنا الله تعالى في كتابه العزيز أن نطيع الرسول كما نطيع الله، وأن نأتمر بما يأمرنا به الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وننتهي عمّا نهانا عنه، إذ قال تعالى: (( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ )) (النساء:59)، وقال: (( قُل إِن كُنتُم تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحبِبكُمُ اللّهُ )) (آل عمران:31)، وقال عزّ وجلّ: (( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنهُ فَانتَهُوا )) (الحشر:7). ثمّ إنّه ليس كلّ أمر يجب أن يكون مفصّلاً أو واضحاً في القرآن لا يمكن تأويله أو طلب البيان والإيضاح له! فقد أوكل الله تعالى بيان القرآن الكريم للنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)؛ إذ قال: (( وَأَنزَلنَا إِلَيكَ الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيهِم وَلَعَلَّهُم يَتَفَكَّرُونَ )) (النحل:44). والإمامة ذكرت صريحاً في القرآن الكريم وترك تفصيلها وتعيين أشخاصها لرسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)؛ قال تعالى: (( قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهدِي الظَّالِمِينَ )) (البقرة:124)، وقال تعالى: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ )) (المائدة:55)، نزلت في عليّ(عليه السلام) وأكّد ذلك رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) صراحةً. ثمّ إنّ اعتقاد السُنّة بأحد أُصول الدين، وهو أصل: (إنّ القدر خيره وشرّه من الله) لم يذكر بوضوح في القرآن، لا من ضمن آية الإيمان: (( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَّبِّهِ وَالمُؤمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعنَا وَأَطَعنَا غُفرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيكَ المَصِيرُ )) (البقرة:285)، ولا في غيرها. وهو أصل من أُصول أهل السُنّة! وكذلك مسألة خلق القرآن أو عدم خلقه، التي كانت معياراً للكفر عندهم، لا توجد واضحة في القرآن، بل وصف القرآن بأنّه (مُحدَثٍ) في القرآن، ومحدَث تعني: مخلوق! وكذلك عذاب القبر لم يذكر واضحاً صريحاً في القرآن! وكذلك الحوض، وعدالة الصحابة التي يدّعيها السُنّة! ومثلها مسألة أفعال العباد، التي هي ركن من أركان عقيدة أهل السُنّة... وغيرها كثير. ومن هنا يظهر أنّ المطالبة بآية صريحة لا تقبل التأويل، أو ذكر اسم أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام) في القرآن، ليس لها موضوعية، وغير منطقية، مع وضوح الرفض لذلك من أكثر المسلمين في زمن التشريع، وخصوصاً في أواخر عهد النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وتردّد النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في تبليغه للناس في حجّة الوداع حتّى وصوله إلى غدير خمّ بعد الحجّ، ونزول التحذير الشديد للنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) والتطمين له(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعصمته من الناس؛ إذ أنزل الله تعالى على رسوله الأعظم قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغ مَا أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ وَإِن لَم تَفعَل فَمَا بَلَّغتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )) (المائدة:67).. ثمّ نزلت آية إكمال الدين هذه كان بعد تبليغ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بولاية عليّ أمير المؤمنين(عليه السلام). فهل يوجد شيء أوضح من هذه الآيات؟!! ودمتم في رعاية الله 

1