logo-img
السیاسات و الشروط
ام محمد ( 42 سنة ) - اليمن
منذ سنتين

أُظهر لوالدي الطاعة والباطن شيء آخر

السلام عليكم زوجني أبي غصباً عني وعمري ١٥ سنة.. وشاء الله أن يتوفى زوجي ولدي منه ٣ أطفال.. ورجعت عند والدي لكنه لم يتقبلني بأطفالي وطردني.. عمة أولادي كتب الله أجرها أعطتنا بيت صغير وعشنا فيه بتقوى الله وببركته والحمد لله كبروا الأولاد واشتغلوا وفتح الله علينا أبواب رزقه.. أخاف الله، لذلك لم أقاطع أبي خاصة بعد ما كبر وفقد قوته وصحته.. وكنت أزوره بين الحين والآخر وأتصل أسأل عنه.. لكن قلبي ما زال مجروحاً منه ولا توجد عاطفة تجاهه.. حاولت أتقبله وأسامحه ولم أستطع.. هل أنا منافقة؟ أرشدوني فأنا أخاف عقاب الله.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب.. أختي الكريمة: ١. كان ألله تعالى في عونك لِما تحملتيه من معاناة.. * ولكن أعلمي ياأختي الكريمة بأن زواجك الذي حدث بهذه الطريقه قد يكون هو خيرٌ لكِ.. فالأفضل بأن تقرأي زواجك وعيشك بنظرةٍ إيجابية، وبحسن الظن بالله تعالى.. * لأنّ الله سبحانه قد رزقكِ بثلاثة أولاد وقد منّ الله تعالى عليهم بالعمل الصالح.. * وعمة لأولادك صالحة وقد وفرت لكم المأوى والمسكن.. وأنتم تتنعمون بالإيمان والتقوى والستر.. وما أخفي من النعم كان أعظم.. فرحم الله تعالى زوجكِ.. ولله الحمد والمنه. ٢. وأما بالنسبة لأبيك فإنك تعلمي جيداً بأنّ بر الوالدين واجب.. * وقد قرنَ الله سبحانه وتعالى عبادته بالإحسان إلى الوالدين والبرّ بهما، وأردف تعالى الإحسان إليهما بعد ذكر عبادته.. * فكما إنّ عبادته سبحانه واجبة، كذلك الإحسان إليهما واجب.. * والمراد من الإحسان حسنُ الصحبة في كافة شؤون حياتهما، والامتثال لأمرهما، إلى درجة استغنائهما عن الطلب.. * فعن مولانا الإمام الصادق(عليه السلام): عندما سُئل ما هو الإحسان، في تفسير الآية أجاب: "الإحسان أن تحسن صحبتهما وأن لا تكلّفهما أن يسألاك شيئاً مما يحتاجان إليه، وإن كانا مستغنيين.. * والإحسان إلى الوالدين لا يكون ببذل المال والإنفاق عليهما فقط؛ بل يكون بالمحبّة الخالصة لهما، والأدب في التعامل معهما، والاهتمام بهما، وإظهار العطف والحنان عليهما.. * وينبغي عليكِ ياأختي الكريمة بأن تتواصلي مع أبيكِ وتتوددي اليهِ وتخدميه، خصوصاً وهو الآن كبيرٌ في السن وفاقدٌ لقواه.. - فكل التوفيق والطاعة والعبادة في خدمة الوالدين، حتى وإن كانوا مقصرين، بل حتى لو كانوا من المخالفين، بل كافرين.. * فعن مولانا الإمام الرضا { عليهالسلام} قال:  بر الوالدين واجب وإن كانا مشركين ... المزید.. *  وعن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: لرجل كان أبواه من المخالفين : برهُما كما تَبِر المسلمين ممن يتولانا. * ومع هذا كله فإن كل ماتصنعيه لوالديك فلك الأجر والثواب، وهو مردود إليك، وأنكِ بعينه سبحانه، *فعن مولانا الصادق{ عليه السلام} قال: ما يمنع الرجل منكم أن يبر والديه حيين أو ميتين: يصلي عنهما، ويتصدق عنهما، ويحج عنهما، ويصوم عنهما، فيكون الذي صنع لهما، وله مثل ذلك، فيزيده الله عز وجل ببره وصلته خيراً كثيراً.. ٣. عليكِ بالدعاء والتوسل بأهل البيت{ عليهم السلام } ودفع الصدقة بنية النجاح والتوفيق لصلاح والإصلاح مع أبيك. *ويحتاج منك أيضاً الصبر والحلم والإيمان ، وأن تكوني قوية.. * فكما ورد في الحديث الشريف حيث قال: { المؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف }. ٤. وياحبذا لو تطالعون كتاب للسيد هادي المدرسي{ حفظه الله } إسمه ( فن الصداقة مع العائلة ).. ٥. أما أن يكون هذا نفاقاً.. فلا.. ليس من النفاق. * وفقنا الله وإياكم لِما يحب ويرضى. * ودمتم في رعاية الله وحفظه.

3