عبد الله
منذ 4 سنوات

الدليل عل امامة علي عليه السلام

من الأدلّة التي تستدلّ بها الشيعة على إمامة عليّ(عليه السلام): احتياج الغير إليه وعدم احتياجه للغير، ويردّ عليهم: بأنّ موسى(عليه السلام) كان نبيّ وقد رجع إلى الخضر(عليه السلام)!


الاخ عبد الله المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تنسب هذه العبارة إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي؛ فقد نقل الخوانساري صاحب (الروضات): ((قيل: وسئل أيضاً - أي الفراهيدي -: ما هو الدليل على أنّ عليّاً إمام الكلّ في الكلّ؟ فقال: احتياج الكلّ إليه، وغناه عن الكلّ)) (1) . وهذه العبارة وجه من وجوه مقدّمات الدليل، لا كدليل مستقل، بل قد يكون من مؤيّدات الدليل. فنحن نقول: إنّ الإمام يجب أن يكون أفضل الرعيّة من جميع الجهات، كالنبيّ، خاصّة في العلم، من باب أنّ تقديم المفضول على الفاضل قبيح؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى يقول: (( أَفَمَن يَهدِي إِلَى الحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهدَى فَمَا لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَ )) (يونس:35)، وقد كان عليّ(عليه السلام) هكذا, وفي الواقع التاريخي نرى أنّ الخلفاء احتاجوا إليه، ولم نجد في مورد أنّه احتاج إليهم فيما يتعلّق بشيء من القضايا الدينية والمسائل العلمية. فالدليل مكوّن من: كبرى، وهي: أنّ الإمام يجب أن يكون أفضل الرعية. وصغرى، وهي: أنّ عليّاً(عليه السلام) كان الأفضل، فينتج أنّ عليّاً(عليه السلام) هو الإمام. والدليل على الكبرى: ما قدّمنا من قبح تقديم المفضول على الفاضل، وهو عقلي، والآية المباركة السابقة الذكر، وهو سمعي.. والدليل على الصغرى: ما يورده الشيعة كون عليّ(عليه السلام) الأفضل علماً وديناً وزهداً، وشجاعة وتدبيراً، وشرفاً ونسباً، بأدلّة وشواهد كثيرة من الكتاب والسُنّة والسيرة والتاريخ، ومنها ما أشار إليه الفراهيدي من احتياج الكلّ إليه، وغناه عن الكلّ؛ فهو أحد شواهد الأفضلية، وبجمعها مع الكبرى المذكورة ينتج: أنّه إمام الكلّ. فيقال: احتياج الكلّ إليه، وغناه عن الكلّ يدلّ على أنّه إمام الكلّ، والكبرى مطوية هنا لبداهتها في العقول. وأمّا ما سألتموه عن قصّة الخضر(عليه السلام)، فنقول: إنّ العلم الذي كان يريد أن يتعلّمه موسى(عليه السلام) من الخضر(عليه السلام)، هو في دائرة العلوم التكوينية لا التشريعية، وهذا ممّا لا بأس به بعد أن عرفنا أنّ وظيفة الأنبياء(عليهم السلام) هي وظيفة تشريعية، ورجوع الغير إليهم أوّلاً وبالأصالة رجوع تشريعي لا تكويني. ونحن قولنا: أنّ النبيّ أو الإمام يشترط فيه أن يكون أفضل الرعية، أي: أفضل المبعوث إليهم إذا كان نبيّاً، وأفضل من رعيته إذا كان إماماً، وليس من المعلوم أنّ الخضر(عليه السلام) كان من رعية موسى(عليه السلام) أو من ضمن المبعوث إليهم، وهناك خلاف بين العلماء في أنّ موسى(عليه السلام) هل كان رسولاً لكافة البشر أو بعث لبني إسرائيل خاصّة، كما تشير إليه بعض الآيات. وقد ذكر بعض العلماء أنّه يشترط في النبيّ أن يكون أفضل في ما يرجع إلى الدين والدنيا، ولا يدخل بها العلم بالأُمور التكوينية التي هي من اختصاص الملائكة وبعض عباد الله كالخضر(عليه السلام). نعم، لو ثبت أنّ الخضر(عليه السلام) كان من رعية موسى(عليه السلام) فالإشكال في محلّه، ولكن لا سبيل إلى إثبات ذلك، بل ظاهر القصّة في القرآن ينفيه. ودمتم في رعاية الله

1