سيد احمد ابو اللسان - هولندا
منذ 4 سنوات

 العدل من صفات الأفعال

للإنسان استعدادات معيّنة ومراتب معيّنة يريد أن يصلها ولا بدّ أنّه بالغها، وهذا ما يسمّى بالتكامل. وبما أنّ للإنسان مقام ومرتبة وكمال هو بالغه، يحتاج ذلك إلى جملة من الأُمور، فمثلاً الرجل الذي يريد أن يحيي الإسلام ويبقيه بعد محاولة دثره والقضاء عليه، الرجل المستعد أن يضحّي بنفسه من أجل إحياء الدين، يحتاج أن يكون ابنا للزهراء وعليّ(عليهما السلام)، فيولده الله سبحانه من صلب عليّ، وينشئه في رحم الزهراء، ويربّيه في حضنها. وأمّا من يكون هدفه وكماله قتل الأنبياء أو أولاد الأنبياء، وهذا هو كماله، والله يريد أن يوصله لكماله (( كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ )) (الإسراء:20) ، فيحتاج لكي يصل إلى ذلك الكمال أن يكون ابن هند ومعاوية وسواهم!


الأخ السيد احمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الله سبحانه خالق عادل، ومقتضى عدالته: أنّه لا يظلم أحداً ولا يبخسه حقّه، سواء في الدنيا أم الآخرة، ونحن لا نحيط علماً بما عنده سبحانه، وإنّما ندرك أنّه سبحانه يعلم كلّ شيء، فهو يعلم ماضي كلّ إنسان ومستقبله وحاضره، حتّى قبل نشأته ووجوده، ومع علمنا بوجود هذين الأمرين، نعني: الإحاطة العلمية بواقع كلّ إنسان، وكونه سبحانه عادلاً، فنحن مطمئنون بأنّ كلّ إنسان ينال في هذه الدنيا ما يؤهّله لأن يكون ممّن يصدق التكليف في حقّه، وأنّه ليس مغبوناً أو مظلوماً في شيء من ذلك، فربّ ابن نبيّ يكون ضالاً عن الجادة، كما حدث لابن شيخ الأنبياء نوح(عليه السلام)، وربّ ابن مجوسيّين يكون من أهل البيت(عليهم السلام)، كسلمان الفارسي(رضوان الله عليه)؛ فتدبّر ذلك! ودمتم في رعاية الله