سيد أحمد ابو اللسان - هولندا
منذ 4 سنوات

 العدل من صفات الأفعال

صحيح أنّ الأطفال، بل جميع المخلوقات هي ملك لله تعالى، لكن ذلك لا يعني أنّ الله يفعل بها ما يشاء من الظلم أو القبح. أخي الكريم، الله يحكم لا معقّب لحكمه، له أن يفعل ما يشاء متى ما شاء كيف شاء، فلا نأتي نحن ونقول هذا قبيح ولا يجوز له فعله ولا يكون ظلماً، بل هو منتهى العدل، فلا يمكن لمخلوق أن يحدّد تكليف الخالق.


الأخ السيد احمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا الذي ذكرتموه هو مذهب الأشعري، بأنّ: القبيح هو ما قبّحه الشارع، والحسن هو ما حسّنه الشارع، والإمامية والمعتزلة يقولون: القبح هو ما قبّحه العقل، والحسن هو ما حسّنه العقل، وفيه تفصيل نتمنّى أن تطالعوه في مظانّه لتحيطوا به علماً، ولعلّ أوفق المصادر التي تخدمكم لشموليتها بذكر مختلف المذاهب في المسألة كتاب (الأُصول العامّة للفقه المقارن) للسيّد محمّد تقي الحكيم. وبعدها يأتي بحث آخر في علم الكلام، هو: أنّ الله سبحانه لا يفعل القبيح، وملخّصه أنّه تعالى لا داعي له إلى فعل القبيح، وكلّ من كان كذلك امتنع وقوع القبيح منه، وعدم تحقّق الداعي لفعل القبيح هو علمه تعالى بقبح القبيح، وغناه عنه يصرفه عن فعله، ومع تحقّق الصارف يمتنع الداعي لامتناع اجتماع الضدّين. ويمكنكم مطالعة البحث برمّته، في شقّيه السابق واللاحق، في كتاب (الإلهيات) للشيخ جعفر السبحاني. ودمتم في رعاية الله