ابو محمد الخزرجي - الكويت
منذ 4 سنوات

 العدل من صفات الأفعال

أسئلتي: عن قضية الحسن والقبح العقليين! يقول الشيعة، حسب ما فهمت من كلام الشيخ جعفر السبحاني في كتاب (الإلهيات) من الجزء الذي نقلتم كلامه: أنّ الشيعة تقول بالحسن والقبيح العقليين, فإنّ الله عادل لا يفعل ولا يأمر إلاّ بالحسن! وردّ الإمامية قول الذين قالوا بأنّ: الحسن ما حسّنه الشرع والقبيح ما قبّحه الشرع! طيّب, لماذا لا نقول أنّ الحسن ما حسّنه الشرع؟ أليس الله لا يشرع إلاّ الحسن؟ مع ملاحظة أنّ كثير من الأُمور التي جاءت في الشرع قد لا نعلم حسنها ولكن الله أمرنا بها, فقد يكون ظاهرها قبيح ولكنّها حسنة, وهذا يدلّل على صحّة مقالة من قال بأنّ الحسن ما حسّنه الشرع والقبيح ما قبّحه الشرع؛ قال تعالى: (( كُتِبَ عَلَيكُمُ القِتَالُ وَهُوَ كُرهٌ لَكُم وَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئاً وَهُوَ خَيرٌ لَكُم وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُم وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لاَ تَعلَمُونَ )) (البقرة:216). القصد: أنّ العقل وحده غير كافٍ لإدراك كلّ المحاسن فلا يصحّ القول بحسن ما حسّنه العقل, وهذه الآية تدلّل أنّ القتال كان كرها لهم ولكن بحقيقته حسن لهم, فعقل الإنسان يستكره القتال مجملاً, ولكن قد يكون هذا القتال خير للإنسان؛ فالحسن ما حسّنه الشرع والقبيح ما قبّحه الشرع. والعقل معرّض للأهواء, وهو أيضاً قاصر عن إدراك مقاصد الشريعة, فكيف يكون هو الحاكم على حسن الشيء أو قبحه؟ ملخّص الكلام: أنّ القول بحسن ما حسّنه العقل وقبح ما قبّحه العقل, قول لا يمكن أن يقبله العقل ذاته؛ لأنّه لا يعلم ولا يحيط بكلّ محاسن الأُمور.. فتحسين ما حسّنه الشرع وتقبيح ما قبّحه الشرع هو الصحيح؛ لأنّ الشرع هو الأكمل والمحيط بكلّ شيء. فما رأيكم بهذا الكلام؟


الأخ أبا محمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنّ المسألة ليس كما فهمتها أيّها الأخ الكريم؛ فإنّ قصد الذين يقولون: الحسن ما حسّنه الشارع: والقبيح ما قبّحه الشارع؛ أنّه لا يوجد هناك حسن وقبح ذاتي للأفعال يمكن للعقل أن يدركه منها، وهذا معناه بالتالي: جواز أن يفعل الشارع - على قولهم هذا - القبائح، مثل: إدخال المؤمنين والأنبياء النار، وإدخال الكافرين والمجرمين المستحقّين العذاب الجنّة. أو بعبارة أُخرى: أنّ الشارع إذا فعل فعلاً - وإن كان في واقعه ظلماً وقبيحاً، كإدخال الأنبياء إلى النار - فهو حسن إذا حسّنه هو.. هذا هو المقصود من فكرة: (الحسن ما حسّنه الشارع، والقبيح ما قبّحه الشارع)، وليس ما ذكرتم! فنحن نقرّ أنّ كلّ ما صدر من الشارع هو حسن، وأنّ العقل لا يدرك حسن وقبح كلّ الأشياء، ولكن الحديث في هذه المسألة هو على نحو القضية الحقيقية وليس الخارجية، والقضية الموجبة الجزئية لا الكلّية؛ فلاحظ! ودمتم في رعاية الله