الأخ السيد احمد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القول بأنّ العدل صفة من صفات الفعل هو ممّا ذهب إليه أكابر المحقّقين في علم الكلام، كالعلاّمة الحلّي(قدّس سرّه)، وهو يراد به تنزيه الباري عن فعل القبيح والإخلال بالواجب. وهو بهذا المعنى يكون موصوفاً به بلحاظ ما يصدر عنه من فعل في الخارج، إلاّ أنّ لهذا العدل منشأ، وهو كماله الذاتي سبحانه، كما هو الشأن في سائر صفاته الفعلية التي منشأها كماله الذاتي. وهناك من يعد العدل صفة ثبوتية كمالية، هذا إن فسر العدل بمعنى تناسب الأجزاء واستوائها واعتدالها، وهو خارج عن محلّ الكلام، كما أنّه لا يليق بجنابه تعالى، فإنّه من أوصاف المركّبات، بل اللازم جعل العدل من صفات الفعل، لأنّ كلامنا في العدل الذي هو ضدّ الظلم، ومن المعلوم أنّ الصفات الفعلية منتزعة من مقام الفعل، وخارجة عن الذات، ومتأخّرة عنه.. فيصحّ ما ذكرتموه في مفروض السؤال، من أنّه سبحانه قبل خلق أي شيء لا يصحّ أن يقال في حقّه أنّه: عادل، أو: ليس بعادل. نعم يمكن إرجاع العدل إلى مبدئه، وهو كماله الذاتي، فيمكن أن يقال: أنّ العدل هو: اتّصاف ذاته تعالى بفعل حسن وجميل وتنزيهه عن الظلم والقبيح.
ودمتم في رعاية الله