logo-img
السیاسات و الشروط
عباس ( 36 سنة ) - العراق
منذ سنتين

ذكر بعض الأنبياء في القرآن الكريم

لماذا ذكر بعض الأنبياء في القرآن الكريم؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته مرحباً بك أيها السائل الكريم نُجيب عن سؤالكم بعدة نقاط: النقطة الأولى : قال تعالى:(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)،" فالظاهر من الآية ، الإشارة إلى إرادة الله وحكمته اقتضت أن يقتصر على ذكر 25 نبي فقط، فيذكر قصصهم مطولة أو مختصرة، في موضعٍ واحدٍ، أو في مواضع متفرقة ، وهذا كله من الإعجاز البياني في القرآن، فالقصص ليست للتسلية بل تؤدي رسالة وهدف. النقطة الثانية : جاء في الحديث عن رسولُ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) : إن للهِ تعالى مائةَ ألفَ نبيٍّ وأربعةً وعشرينَ ألفَ نبيٍّ أنا سيّدُهم وأفضلهم وأكرمُهم على اللهِ عزّ وجلَّ … . وتخيل لو أورد القرآن قصصهم جميعاً؟ سيتحول القرآن الكريم من كتاب هداية وتشريع للناس لكتاب قصص أو كتاب تأريخي يتتبع الأمم ورسلها، إذ عندما نعلم سبب نزول القرآن الكريم كما بينت الأية الكريمة: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾، سنعرف أنه كتاب هداية لا قصص. فالقرآن ليس كتاب تأريخ، لكي يحكي تأريخ الأنبياء والأمم والصالحين على مدار التأريخ الإنساني كله، إنما هو كتاب نور وهداية وإرشاد إلى الخير، ودلالة على الحق. النقطة الثالثة : إنّ القرآن الكريم اكتفى بذكر الأمثلة التى يتعلم منها بنو البشر، لذلك قال تعالى “لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ”، فالقرآن لا يفترى أحاديث، إنما هو الكريم إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا". وإن المقدار الذي اكتفى القرآن بذكره أدى الغرض، وأن الخمس وعشرين نبي الذين تم ذكرهم تم اختيارهم بعنايةٍ وحكمةٍ: لنتعرف على أجمل صور حمل رسالة الدعوة، وسنن الكون في التعامل مع الأقوام المكذبة. ويعرض القرآن الكريم لنا نماذج الإيمان والصبرعلى الأذى في سبيل الدعوة من القريب، كالزوج مثل أذية فرعون لآسيا عند ورود قصة موسى، والزوجة كزوجة لوط، والابن مثل ابن نوح ونحوها . وذلك ليكون لنا في أنبياء الله أسوةٌ حسنةٌ، وفي مصير أقوامهم عبرةٌ وعظةٌ، ويكون للقصص أثرٌ في تثبيت القلوب وتجديد الإيمان، دون إطالة. دمتم في رعاية الله