محمود قاسم - لبنان
منذ 4 سنوات

مفهوم و معنى الشرك

أرجو إلقاء الضوء على مفهوم " الشرك " ومعانيه ومقاصده وكيفيّاته وحيثياته في عصرنا هذا ، ومدى ارتباطه بالتطرف والمغالاة .


الأخ محمود المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاً: ان مفردة الشرك بالله عز وجل قد استغلها البعض ووسعها حتى القى فيها كل تصرف وكل فعل عند المسلمين فادخلوا بذلك جميع المسلمين في الشرك بالله عز وجل ليكفروهم ويستحلوا دمائهم واعراضهم واموالهم . ثانياً: فالشرك شركان الاصغر والاكبر حتى باعترافهم، اما الاصغر فلا يخرج صاحبه من الايمان والاسلام وانما هو ذنب ورياء محبط للعمل، واما الاكبر فهو ان تجعل لله عز وجل ندا أي تتخذه ربا او الها او تجعل له استقلالا في التصرف دون اذنه تعالى . ثالثاً: ولكن السلفية والوهابية وسعوا ذلك المفهوم وجعلوا بعض التصرفات وبعض الافعال الجائزة شرعا والتي تصدر من بعض المسلمين من غير اتباعهم صرفا للعبادة لغير الله عز وجل وشركا اكبر مخرجا من الملة لاتهامهم اياهم بعدم فهم التوحيد وعدم فهم الشرك وعدم فهم معنى لا اله الا الله وتوحيد العبادة وبالتالي جعلوا المسلمين جميعا من غير اتباعهم عبارة عن مشركين كفار حلالي الدم اشد كفرا وشركا من اهل الجاهلية الاولى من مشركي قريش عبدة الاصنام والاوثان . رابعاً: اما المعنى الحقيقي للشرك فهو الانصراف والتوجه التام للاسباب عن مسبب الاسباب والمخلوقات عن الخالق والمربوب عن الرب المالك الحي القيوم القوي العزيز القادر العالم الحكيم الخبير . خامساً: واما ما يزعمه الوهابية من صرف عموم المسلمين المخالفين لهم العبادة لغير الله تعالى فهذا من جهلهم ووهمهم ان لم يكن من مخططهم وقوام مذهبهم التكفيري الارهابي المؤسس لهدم الاسلام وتمزيقه وتفريق اتباعه . حيث اوضح النبي الاعظم (صلى الله عليه واله وسلم) لامته بضرس قاطع وبيان ساطع بان امته سوف لن تقع في الشرك الاكبر بعده حيث قال (صلى الله عليه واله وسلم): ( اني والله ما اخاف ان تشركوا بعدي ولكني اخاف عليكم ان تنافسوا فيها ) رواه البخاري في صحيحه ( 2/94،5/40،7/173 ) ومسلم في صحيحه 7/67 . سادساً: بل حذر امته (صلى الله عليه واله وسلم) من الشرك الاصغر وهو الرياء لا الاكبر واثبت وقوعه في امته دون غيره حيث قال (صلى الله عليه واله وسلم) : ( ان اخوف ما اخاف على امتي الشرك الاصغر . قالوا : وما الشرك الاصغر ؟ قال (صلى الله عليه واله وسلم): الرياء ..) فجعل الشرك الاصغر اخوف ما يخافه على امته فكيف لا يخاف عليهم من الشرك الاكبر وهو اخطر ان قلنا بانه سيقع ويمارس من قبل عموم امته ! (( أَأَنتُم أَعلَمُ أَمِ اللَّهُ )) (البقرة:140) اخرجه احمد في مسنده (5/428 و 429 ) بل صرح (صلى الله عليه واله وسلم) بان الشرك الواقع في امته من بعده انما هو الشرك الاصغر وليس الشرك الاكبر فقال (صلى الله عليه واله وسلم): ( اتخوف على امتي الشرك والشهوة الخفية قال : قلت يا رسول الله: اتشرك امتك من بعدك ؟ قال : نعم، اما انهم لا يعبدون شمسا ولا قمرا ولا حجرا ولا وثنا ولكن يراؤون باعمالهم ) رواه الحاكم في المستدرك (4/330 ) وصححه، واحمد في مسنده (4/124 ) والطبراني في الاوسط (4/284 ) واخرجه الهيثمي في مجمع زوائده (3/201 ) عن احمد وعن ابن ماجة. عموما نقول لهؤلاء : انتم واهمون وضالون مضلون بل انتم المشركون واقعا حيث انكم تفرقون فقط بين الحي والميت فتجعلون الاستعانة والاستغاثة بالاموات شركا مطلقا وفي مقابل ذلك تجعلون الاستعانة والاستغاثة بالاحياء لا اشكال فيها وجائزة مطلقا ولا تنافي التوحيد مع ورود نص صريح عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ينهى الصحابة عن الاستعانة والاستغاثة به (صلى الله عليه واله وسلم)في حياته كما روى ذلك احمد والطبراني واللفظ للطبراني ( قال ابو بكر : قوموا نستغيث برسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) من هذا المنافق ! فقال (صلى الله عليه واله وسلم) : ( انه لا يستغاث بي انما يستغاث بالله عز وجل ) وفي لفظ عند احمد ( فقال (صلى الله عليه واله وسلم) : لا يقام لي انما يقام لله عز وجل ) اخرجهما الهيثمي عنهما في مجمع زوائده 10/159، 8/40 . ودمتم في رعاية الله

1