موسى أبو هارون - الكويت
منذ 5 سنوات

 أسماء الله الحسنى (1)

قرأنا جوابكم على سؤال برهان كمال واجب الوجود، ولدينا بعض الاسئلة على جوابكم: قلتم: "وطلب الاستكمال فقر لا يجامع غنى الواجب بالذات.." سوال1: ألا يمكن أن يشكل على هذا الجواب، فيقال: الواجب الوجود إنما غناه يكون في وجوده، بحيث نقول: الله -تعالى- لا يحتاج إلى علة في (وجوده)، لأنه القديم الأزلي، وهذا ماثبت في محله في برهان الإمكان، ولكن لماذا نعمم هذا الحكم ونقول: أنه غني في صفاته أيضا؟ وبتعبير ثاني: ماهي علة التعميم؟ قلتم: " لو كان الله تعالى فيه جهة نقص للزم أن يكون مركبا من كمال ونقص ووجدان وفقدان.." سوال2: ماهي الملازمة بين النقص وبين التركيب؟ ألا يمكن الجمع بين النقص والكمال؟ كما هو الحال في الإنسان على سبيل المثال؟ هل يقال الإنسان مركب من كمال ونقص؟


الأخ موسى المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تجدر الاشارة الى انه قد ورد في كثير من الاسئلة محاولة استفادة الكثير مما يتعلق بالواجب تعالى من اصل وجوده وصفاته الذاتية والفعلية الثبوتية والسلبية من برهان الامكان والوجوب او النظم ونحوهما ولكن الامر ليس كذلك اذ اكثر هذه الجهات لها براهينها الخاصة نعم بعض البراهين ذو بركة ونفع في اكثر من جهة ولكن ليس جميعها هكذا حالها. نرجع الى اسئلة الاخ الكريم: اما بالنسبة للسؤال الاول فجوابه ان كمالات الواجب وصفاته الذاتية عين ذاته خارجا ومصداقا نعم هي متكثرة مفهوما ولفظا فاذا كانت صفاته الذاتية ليست الا ذاته الشريفة فانه سيكون الافتقار في الصفة افتقاراً في الذات بخلاف الصفات الزائدة على الذات فانه اذا جاز التعبير بالافتقار في الصفة لا يعني الافتقار في الذات لان احدهما غير الاخر. ولا بأس بالاشارة الى برهان عينية الصفات للذات على سبيل تعداد المقدمات من دون شرحها: المقدمة الاولى: ان الواجب بالذات علة لجميع موجودات عالم الامكان فهي لا مناص منتهية اليه. المقدمة الثانية: ان كل كمال وجودي في المعلول موجود في العلة بنحو اعلى واشرف. المقدمة الثالثة: ان واجب الوجود واحد لا شريك له. المقدمة الرابعة: ان واجب الوجود بسيط لا تركيب فيه. النتيجة ان كمالات وصفات واجب الوجود عين ذاته. واما بالنسبة للسؤال الثاني : يبدو ان الصحيح في السؤال هو (الا يمكن الجمع بين التركيب والكمال) والا النقص ليس الا عدم الكمال فهما من قبيل النقيضين, وعليه نقول في مقام الجواب: ان الجزء متقدم على الكل وهو المركب في الوجود بمعنى انه لا يمكن ان يوجد الكل الا بعد وجود اجزائه في الرتبة السابقة وهذا يعني ان الجزء اسبق من الكل وعلة للكل وهذا يمتنع اجتماعه مع وجوب الوجود.. ودمتم في رعاية الله

1