حسين علي - الكويت
منذ 4 سنوات

تحديد الله بالمكان و الزمان

في عقيدتنا أنّ الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق المكان، ولذلك لا يمكن أن نحدّه بهذا الحدّ قبل إيجاده (المكان)، أمّا الزمان، فهو كذلك مخلوق من قبل الله عزّ وجلّ. ولكن السؤال: بما أنّ الله سبحانه وتعالى خلق الزمان, بالتالي سيوجد لدينا احتمالان: أوّلاً: إنّ الزمان يمشي ويتغيّر مع الله سبحانه وتعالى, أي: أنّ الله عزّ وجلّ يعيش لحظات الزمن معنا نحن المخلوقات. ثانياً: إذا كان الاحتمال الأوّل ليس كذلك, وجب أن يكون الزمان انتهى بالنسبة لله تعالى، بحيث أنّ الله سبحانه لا علاقة له بالزمان من حيث التأثر, وهذا ينافي كوننا نعيش الآن هذه اللحظات. واستغفر الله ربّي وأتوب إليه من كلّ ذنب عظيم. أرجو من الله تعالى أن يغفر لي هذه الأفكار إن كانت أفكاراً فاسدة.


الأخ حسين المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا بدّ من توضيح أمر مهم جدّاً قبل الخوض في حلّ هذه المسألة: إنّنا نتعامل مع الزمان باعتباره مقدار حركة الأشياء ومقياس الحوادث, والأشياء التي تتحرّك إنّما هي أجسام مادّية، وكذلك ما يعتريها من الحوادث إنّما هي عوارض مادّية تلحقها من جهة الحركة. ومن هنا فإذا أدركنا أنّ الله تعالى ليس جسماً من الأجسام، وأنّه منزّه عن المكان والحركة، فلا بدّ أن ندرك كذلك بأنّه منزّه عن الزمان، أي أنّ الزمان لا يجري عليه كما يجري على الأجسام, ولكن عدم جريان الزمان عليه شيء وعلمه بالزمان شيء آخر؛ ذلك لأنّ الله تعالى عالم بكلّ شيء لا يعزب عنه مثقال ذرّة, وحينئذٍ فلا يقيّد الزمان علم الله تعالى, بل الله تعالى محيط به من طرفيه, وهذه الإحاطة العلمية بالزمان ليست زمانية حتّى يرد الإشكال بأنّ الزمان يتغيّر مع الله تعالى (معاذ الله), أو أنّ الله تعالى يعيش معنا لحظات الزمان, بل هي إحاطة علمية مجرّدة عن التقدّم والتأخّر الزمانيين، فلا يترتّب عليها إذاً طروّ التأثّر على ذاته عزّ وجلّ، أو على صفاته، كما يطري التغيّر على ذواتنا وصفاتنا نحن المخلوقات الزمانية. ودمتم في رعاية الله

2