logo-img
السیاسات و الشروط
احمد - ايسلندا
منذ 5 سنوات

إحاطة علم الله

ما معنى: أنّ الله موجود في كلّ مكان؟ هل هو وجود علم وإحاطة، أم ماذا؟


الأخ احمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا بدّ لنا قبل الإجابة عن هذا السؤال من التنبيه إلى أنّ الله تعالى لا يحلّ بمكان كما تحلّ سائر الأشياء فيه؛ لأنّ الذي يحلّ في مكان واحد أو في أمكنة متعدّدة، فهو محوي ومُحاط به أو بها، وذلك يقتضي أن يكون محدوداً، والمحدودية من صفات الممكنات لا من شؤون ربّ البريات. وعليه فإنّ كونه عزّ وجلّ في كلّ مكان لا يعني صيرورته في أمكنة كثيرة هي كلّ الأمكنة، فإنّ الله عزّ وجلّ هو الذي أمكن المكان فكيف يجري عليه حكم المكان؟! وهو الذي خلق الزمان فكيف يجري عليه حكم الزمان؟! ولكنّه تبارك وتعالى موجود فيّاض، فكلّ شيء موجود به، وقائم بفعله، قيام صدور وقيام تحقّق، فالمعلول لا تذوت له من دون علّته، وكلّ شيء معلول له وفقير إليه.. فيكون وجوده عزّ وجلّ في الأمكنة والأزمنة ليس على نحو الحواية والظرفية؛ بل على طور القيومية والإحاطة والإفاضة، وهذا الطور أعلى من طور الظرفية - لأنّ الشيء إذا حلّ بمكان فهو محدود في ذلك المكان، وذاته قابعة فيه لا تخرج إلى سواه، أي: أنّ سائر الأمكنة الأُخرى خالية عنه.. بينما القيّوم عزّ وجلّ له هيمنة كلّية على جميع مخلوقاته الفائضة عنه، فلا يعزب عنه منها شيء.. ودمتم في رعاية الله

5