زهراء ( 21 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

ماصحة السبي الثاني للسيدة زينب ؟

هل صحيح ما يتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي لرواية (السبي الثاني ) للسيدة زينب الى الشام . والتي يقال بأنها وردت في كتاب الطراز المذهب في احوال الحوراء زينب عليها السلام للشيخ عباس قلي خان من علماء القرن 13 الهجري . ومضمون الرواية المروية عن الامام السجاد انه بعد عودة السيدة ونساء بيت الرسالة الى المدينة اخذت باقامت العزاء على مصيبة سيد الشهداء فخاف اللعين يزيد واتباعه من ذلك حتى بات ذلك يقلقهم فامر بارسال السيدة وباقي بنات النبوه الى الشام وهو مايعرف بالسبي الثاني . وهناك توفيت السيدة زينب وأوصت الامام زين العابدين بوصايا خمسة ؟


من المحتمل جداً، أن تكون عليها السلام قد هاجرت من بلدها بسبب الضغوط التي كانت تواجهها في المدينة، ويدل على ذلك: 1 ـ إنهم يذكرون: أن الإمام السجاد عليه السلام، كان قد اتخذ منزله بعد قتل أبيه الحسين عليه السلام بيتاً من الشعر، أقامه بالبادية، فلبث عدة سنين كراهة المخالطة للناس، وملابستهم.. وكان يصير من البادية إلى العراق، زائراً لأبيه، وجده أمير المؤمنين عليه السلام، ولا يُشْعِر أحداً بذلك 3.. غير أن لنا تحفظاً على التعليل المذكور، وهو أنه عليه السلام قد سكن البادية كراهية مخالطة الناس، فإن ذلك إما محض اجتهاد من الراوي، والمتحدث، أو أنهم أرادوا أن لا يصرحوا بأمر يخشون على أنفسهم من ملاحقة السلطة لأجله.. على أن هذه الكراهية لو كانت لمجرد المخالطة، لجاز لنا القول بأن هذا الأمر إذا كان مكروهاً في تلك السنوات، فما الذي رفع كراهته في السنوات التي تلتها؟!.. ولماذا لم يكره غير الإمام السجاد عليه السلام من بقية الأئمة الأطهار، مخالطة الناس، ولم يفعلوا مثل فعله، من سكنى البادية في خيمة من شعر؟!.. 2 ـ لعل الصحيح هو أن السلطة قد اضطهدت بني هاشم بعد كربلاء، وهدمت بيوتهم، فتشردوا في البلاد يبحثون عن المأوى الآمن، فقد ورد: أنه كان من بر الإمام السجاد بآل عقيل: أن المختار بن يوسف أرسل إلى الإمام أموالاً كثيرة، عشرين ألف دينار، فبنى بها دور آل عقيل التي هدمتها بنو أمية 4.. وصرحوا أيضاً بأن عبد الملك بن مروان قد هدم دار الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، التي كان وِلْدُهُ فيها، وقد حاول الحسن بن الحسن منعهم من ذلك، فقال: لا أخرج ولا أمكن من هدمها، فضرب بالسياط، وتصايح الناس، وأخرج عند ذلك، وهدمت الدار، وزيدت في المسجد. وقال زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام: «ألستم تعلمون أنا وِلْدُ نبيكم المظلومون المقهورون، فلا سهم وُفينا، ولا تراث أُعطينا، وما زالت بيوتنا تهدم، وحرمنا تنتهك، الخ..»

3