logo-img
السیاسات و الشروط
ايه ( 19 سنة ) - العراق
منذ سنتين

أقرأوا رسالتي كلها

السلام عليكم انتم تقولون بأن القرآن غير محرف.. لكن هذه الرواية : روي في الكافي بإسناد علي بن سويد قال كتبت إلى أبي الحسن إبن موسى (عليه السلام) إلى أن قال " أؤتمنوا على كتاب الله فحرفوه وبدلوه.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيقكم المجيب.. إبنتي الكريمة.. أولاً : من الواضح جداً أنّ المراد بالتحريف هنا حمل الآيات علىٰ غير معانيها ، وتحويلها عن مقاصدها الأصلية بضروبٍ من التأويلات الباطلة والوجوه الفاسدة دون دليلٍ قاطعٍ ، أو حجةٍ واضحةٍ ، أو برهان ساطع ، ومكاتبة الإمام الباقر (عليه السلام) لسعد الخير صريحةٌ في الدلالة علىٰ أنّ المراد بالتحريف هنا التأويل الباطل والتلاعب بالمعاني ، قال (عليه السلام) : « وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه ، وحرفوا حدوده ، فهم يروونه ولا يرعونه ... المزید » أي إنّهم حافظوا علىٰ ألفاظه وعباراته ، لكنّهم أساءوا التأويل في معاني آياته. ثانياً : صرّح العلماء بعدم تحريف القرآن وهذا من الموارد المتفق عليها، ومنهم : ١ - يقول الاِمام السيد عبدالحسين شرف الدين العاملي، المتوفّى سنة (١٣٧٧ هـ)، في (أجوبة مسائل جار الله): «إنّ القرآن العظيم والذكر الحكيم، متواترٌ من طُرقنا بجميع آياته وكلماته وسائر حروفه وحركاته وسكناته، تواتراً قطعياً عن أئمة الهدى من أهل البيت (عليهم السلام) ، لا يرتاب في ذلك إلاّ معتوهٌ، وأئمّة أهل البيت عليهم السلام كلّهم أجمعون رفعوه إلى جدّهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الله تعالى، وهذا أيضاً ممّا لا ريب فيه.. وظواهر القرآن الحكيم، فضلاً عن نصوصه، أبلغ حجج الله تعالى، وأقوى أدلّة أهل الحقّ بحكم الضرورة الاَولية من مذهب الاِمامية، وصحاحهم في ذلك متواترةٌ من طريق العِترة الطاهرة، ولذلك تراهم يضربون بظواهر الصحاح المخالفة للقرآن عرض الجدار ولا يأبهون بها، عملاً بأوامر أئمتهم عليهم السلام. وكان القرآن مجموعاً أيام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على ماهو عليه الآن من الترتيب والتنسيق في آياته وسوره وسائر كلماته وحروفه، بلا زيادةٍ ولا نقصانٍ، ولا تقديمٍ ولا تأخيرٍ، ولا تبديلٍ ولا تغيير» . ٢ - يقول السيد الخميني المتوفّى سنة (١٤٠٩ هـ): «إنّ الواقف على عناية المسلمين بجمع الكتاب وحفظه وضبطه، قراءةً وكتابةً، يقف على بطلان تلك الروايات المزعومة. وما ورد فيها من أخبار ـ حسبما تمسّكوا به ـ إمّا ضعيف لا يصلح للاستدلال به، أو موضوع تلوح عليه إمارات الوضع، أو غريب يقضي بالعجب، أمّا الصحيح منها فيرمي إلى مسألة. ٣ - ويقول السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي، المتوفّى سنة (١٤١٣ هـ)، في (البيان في تفسير القرآن): «المعروف بين المسلمين عدم وقوع التحريف في القرآن، وأنَّ الموجود بأيدينا هو جميع القرآن المنزل على النبي الاَعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقد صرح بذلك كثير من الاَعلام، منهم رئيس المحدثين الشيخ الصدوق محمد بن بابويه، وقد عدّ القول بعدم التحريف من معتقدات الاِمامية» . ويقول أيضاً: «إنّ حديث تحريف القرآن حديث خرافة وخيال، لايقول به إلاّ من ضعف عقله، أو من لم يتأمّل في أطرافه حقّ التأمّل، أو من ألجأه إليه من يحبّ القول به، والحبّ يعمي ويصمّ، وأمّا العاقل المنصف المتدبّر فلا يشكّ في بطلانه وخرافته» .

3