كيف اسامح من ظلمني
السلام عليكم بالبيت نسكن انا وامي واخي وزوجته زوجت اخي كل يوم تخلق المشاكل وتتبلى وتفتري وتغلط علي وتسبني وتسب امي ظلمتني بدرجه غير متوقعه بمحرم نلبس السود ع ابا عبدالله الحسين ع المعروف سائل الكلور يخرب الملابس السوداء وهي رمت ع كل ملابسي وخربتهم في عشرة محرم ولما اخبرت اخي لا يصدقني كل عالعادة لان تنكر أمامه عذرا للاطاله بس انا مقهورة منها واحس اني اكرها كثيرا وافكر دائما انتقم منها لما اصلي واقرا قران هذا تفكير وهذا شعور بداخلي جاي يزعجني حتى بعلاقتي مع الله ما اعرف شلون اتخلص منه
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلاً وسهلاً بكم في شؤون الاسرة اختنا الكريمة ليس من الصحيح ان تقابلي الاساءة بالاساءة بل تعاملي معها باسلوب يجعلها تتعلم منكِ كيف يتعامل المؤمن مع اخيه المؤمن باخلاق وادب واحترام ومودة فاذا تعاملتِ معها بخلق وادب وفق ما تعلمته من اخلاق وادب القران واخلاق وادب نبينا الكريم صلى الله عليه واله واهل بيته الاطهار عليهم السلام فانه حتماً سينعكس ذلك على تعاملها معكِ ولو بعد حين والشيء الاخر عليكِ ان تجلسي معها وتتحدثي اليها بهدوء ومودة واحترام وتعالجا المشاكل التي بينكما وتجعليها تتأثر باخلاقكِ وتعاملكِ معها ومع الاخرين فتكتسب منكِ الخلق الطيب والاسلوب الجميل والحسن في التعامل مع الاخرين فتكوني لها قدوة حسنة وحينها ستخجل من سوء تصرفها معك . حاولي حل المشاكل التي بينكما باسلوب يؤدي الى تثبيت الاحترام والمودة والالفة فيما بينكما واشعريها بمحبتكِ لها ورغبتكِ بان لا تكون بينكما قطيعة او خلاف وبالتالي فان نتيجة ذلك تصب في مصلحة الجميع فلا تحدث مشكلة او قطيعة بينكِ وبين اخيكِ وكذلك تنتهي المشاكل التي تؤثر على علاقات افراد الاسرة بعضهم مع البعض الاخر ، واعلمي ان في ذلك مرضاة لله تعالى ومرضاة لرسوله صلى الله عليه واله فقد امرونا باصلاح ذات بيننا وحذرونا من قطيعة الارحام والخلاف وامرونا بصلة الارحام ورعاية حقهم فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه واله كان يقول ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة ) وعنه صلى الله عليه وآله ( يا أبا أيوب! ألا أخبرك وأدلك على صدقة يحبها الله ورسوله؟ تصلح بين الناس إذا تفاسدوا وتباعدوا ) وعن الإمام الصادق عليه السلام (صدقة يحبها الله إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا ) حاولي قدر ما تتمكنين ان تتجاهلي ما يصدر منها تجاهك فلا تجعلي هذه الامور تمنعكِ من اظهار المحبة والتقدير والاحترام لها تعاملي معها وكانها تحبك ، واسعي لكسب محبتها لكِ ولاتفعلي ما يزيد في بعدها عنكِ بل عامليها معاملة تكسبين بها ودها وعالجي الاسباب التي تدفعها للتعامل معكِ بهذا الشكل الذي ذكرتيه ، جربي ان تهدي لها هديه وان تبتسمي بوجهها وان تبادريها بالتحية وان تساعديها ان احتاجت الى المساعدة في امر ما ، وبعد ذلك انتظري النتائج التي ربما ستتفاجئين بها ، وتذكري ان العفو عن زلات الاخرين وحمل النفس على التسامح وكظم الغيظ كل ذلك من اخلاق الصالحين فقد اكد القران الكريم على الاتصاف بهذه الاخلاق والتي هي من صفات النبي صلى الله عليه واله والائمة الاطهار عليهم السلام واخلاقهم وقد امروا وشجعوا شيعتهم على التحلي والاتصاف بها فقد قال تعالى ( إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا قَدِيراً ) النساء ٤٩ وقال تعالى ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَ الْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) ال عمران ١٣٩ وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله ( ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة؟: العفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، والإحسان إلى من أساء إليك، وإعطاء من حرمك ) وعن الإمام الصادق عليه السلام ( ثلاث من مكارم الدنيا والآخرة: تعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، وتحلم إذا جهل عليك ) وعن رسول الله صلى الله عليه وآله ( إذا أوقف العباد نادى مناد: ليقم من أجره على الله وليدخل الجنة، قيل: من ذا الذي أجره على الله؟ قال: العافون عن الناس ) وعنه صلى الله عليه وآله (رأيت ليلة أسري بي قصورا مستوية مشرفة على الجنة، فقلت: يا جبرئيل لمن هذا؟ فقال: للكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) وعنه صلى الله عليه وآله ( عليكم بالعفو، فإن العفو لا يزيد العبد إلا عزا، فتعافوا يعزكم الله ) فاذن ما يوصينا به ديننا هو العفو والتسامح وكظم الغيظ وان لا نعامل المسيء بمثل ما عاملنا بل نحسن اليه ونحببه منا بحسن اخلاقنا معه ولا نكن مثله قال تعالى ( وَ لا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَ لا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) فصلت ٣٤ روي ان شاميا رأى الامام الحسن المجتبى صلوات الله عليه راكبا فجعل يلعنه و الحسن لا يرد فلما فرغ أقبل الحسن (عليه السلام) فسلم عليه وضحك فقال: أيها الشيخ أظنك غريبا، ولعلك شبهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا أحملناك، وإن كنت جائعا أشبعناك، وإن كنت عريانا كسوناك، وإن كنت محتاجا أغنيناك، وإن كنت طريدا آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حركت رحلك إلينا، وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك، لان لنا موضعا رحبا وجاها عريضا ومالا كثيرا.فلما سمع الرجل كلامه، بكى ثم قال: أشهد أنك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالته وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إلي والآن أنت أحب خلق الله إلي وحول رحله إليه، وكان ضيفه إلى أن ارتحل، وصار معتقدا لمحبتهم. ويروى ايضاً أن رجلاً كان بالمدينة يؤذي أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) ويسبه إذا رآه ويشتم علياً (عليه السلام)! فقال له بعض جلسائه يوماً: دعنا نقتل هذا الفاجر، فنهاهم عن ذلك أشد النهي وزجرهم أشد الزجر، وسأل عن الرجل فذُكر أنه يزرع بناحية من نواحي المدينة، فركب فوجده في مزرعة، فدخل المزرعة بحماره، فصاح الرجل بالامام : لا توطئ زرعنا، فتوطأه أبو الحسن (عليه السلام) بالحمار حتى وصل إليه فنزل وجلس عنده وباسطه وضاحكه. وقال له: كم غرمت في زرعك هذا؟ فقال له: مئة دينار. قال: وكم ترجو أن تصيب فيه؟ قال: لست أعلم الغيب. قال: إنما قلت لك: كم ترجو أن يجيئك فيه. قال: أرجو فيه مائتي دينار. قال: فأخرج له أبو الحسن (عليه السلام) صرة فيها ثلاث مئة دينار وقال: هذا زرعك على حاله، والله يرزقك فيه ما ترجو قال: فقام الرجل فقبل رأسه وسأله أن يصفح عنه فتبسم إليه أبو الحسن (عليه السلام) وانصرف. قال: وراح إلى المسجد فوجد الرجل جالساً، فلما نظر إليه قال: الله أعلم حيث يجعل رسالاته. قال: فوثب أصحابه إليه فقالوا: ما قصتك؟ قد كنت تقول غير هذا. فقال لهم: قد سمعتم ما قلت الآن، وجعل يدعو لأبي الحسن (عليه السلام) فخاصموه وخاصمهم. فلما رجع أبو الحسن إلى داره قال لجلسائه الذين سألوه في قتل الرجل : أيما كان خيراً ما أردتم أو ما أردت؟ إنني أصلحت أمره بالمقدار الذي عرفتم وكفيت به شره. ويحكى أن مالك الأشتر رضوان الله عليه كان مجتازا بسوق وعليه قميص خام وعمامة منه، فرآه بعض السوقة فأزرى بزيه ( اي عابه ) فرماه ببندقة تهاونا به فمضى مالك رضوان الله عليه ولم يلتفت، فقيل له: ويلك تعرف لمن رميت؟ فقال: لا، فقيل له: هذا مالك صاحب أمير المؤمنين عليه السلام، فارتعد الرجل ومضى ليعتذر إليه، وقد دخل مسجداً وهو قائم يصلي، فلما انفتل انكب الرجل على قدميه يقبلهما، فقال: ما هذا الامر؟ فقال: أعتذر إليك مما صنعت، فقال مالك : لا بأس عليك فوالله ما دخلت المسجد إلا لأستغفرن لك. فهذه دروس تعلمنا كيف نتعامل مع الاخر ونعلمه خلق القران وخلق النبي واهل بيته الاطهار صلوات الله عليه وعليهم اجمعين فالمؤمن صاحب رسالة وهذه الرسالة امانة لا بد ان يؤديها على احسن واتم وجه ، واداء هذه الرساله هو بسيرتنا نحن وتعاملنا مع الاخر سواء كان هذا الاخر سيئاً ام محسناً . قريباً ام بعيداً دمتم في رعاية الله وحفظه