كرار عبد الكريم - ايسلندا
منذ 4 سنوات

حول التوحيد

1- ما هو توحيد الذات، وتوحيد الأفعال والعبادة؟ 2- ما هي المفاسد المترتّبة على القول بتعدّد الآلهة في قوله تعالى: (( لَو كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا )) (الأنبياء:22)؟ 3- ما هي الحاجة للزوم بعثة الأنبياء؟


الأخ كرار المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاً: التوحيد الذاتي معناه: أنّ الله سبحانه وتعالى واحد لا ثاني له، فهو لا مثيل له، وقد يطلق التوحيد الذاتي على كونه سبحانه واحداً بمعنى: أنّه بسيط لا جزء له، ويسمّى الأوّل: بـ(التوحيد الواحدي)، ويسمّى الثاني: بـ(التوحيد الأحدي)، وقد أشار سبحانه إلى الأوّل بقوله تعالى: (( وَلَم يَكُن لَهُ كُفُواً أَحَدٌ )) (الإخلاص:4)، وإلى الثاني بقوله: (( قُل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )) (الإخلاص:1). والتوحيد في العبادة معناه: تخصيص العبادة بالله وحده، فلو عملها له ولغيره لم يكن موحّداً. نعم، اختُلف في معنى العبادة، وفي تشخيص مصاديقها وجزئياتها عن غيرها. وأمّا التوحيد الأفعالي، فهو مصطلح ذكره الحكماء، وهو: نسبة الأفعال كلّها إلى الحقّ المتعال، أو أنّ الحوادث كلّها لا تخرج عن إرادته أبداً. ثانياً: قال السيّد الطباطبائي في (تفسير الميزان) في قوله تعالى: (( لَو كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا )) : ((وتقرير حجّة الآية: أنّه لو فرض للعالم آلهة فوق الواحد لكانوا مختلفين ذاتاً، متباينين حقيقةً، وتباين حقائقهم يقضى بتباين تدبيرهم، فتتفاسد التدبيرات وتفسد السماء والأرض، لكن النظام الجاري نظام واحد متلائم الأجزاء في غاياتها، فليس للعالم آلهة فوق الواحد، وهو المطلوب)) (1) . ثالثاً: قال الشيخ جعفر السبحاني في (الإلهيات): ((إنّ مسألة لزوم إرسال الرسل أيضاً تبتني على هذه مسألة - التحسين والتقبيح العقليين - فالعقل الذي يدرك بأنّ الإنسان لم يُخلق سدىً بل خُلق لغاية، يدرك بأنّه لا يصل إليها إلاّ بالهداية التشريعية الإلهية، فيستقلّ بلزوم بعث الدعاة من الله تعالى لهداية البشر)) (2) . ودمتم في رعاية الله