محمد قاسم - ايسلندا
منذ 4 سنوات

حول مشيئة الله

في قضية آدم وحواء(عليهما السلام)، ما هي الحكمة من نهيهما عن الأكل من الشجرة، في حين أنّ الله كان يريدهما أن يأكلا؟ فعن الإمام الصادق(عليه السلام) انّه قال: (إنّ لله مشيئتين وإرادتين: مشيئة حتم، ومشيئة عزم، وقد ينهى الله وهو يريد، وقد يأمر وهو لا يريد، فعندما نهى آدم وزوجه عن الأكل من الشجرة كان يريدهما أن يأكلا، ولو لم يأكلا لغلبت إرادتهما إرادته، وأمر إبراهيم بذبح إسماعيل وهو لا يريد، ولو ذبحه لغلبت إرادته إرادة الله تعالى). فكيف نوفّق بين الأمرين؟


الأخ محمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنّ لله إرادة تشريعية وأُخرى تكوينية، فبالإرادة التشريعية نهى آدم(عليه السلام) وحواء عن الأكل من الشجرة، وكذلك أمر إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل، ومعنى الإرادة التشريعية منه تعالى: أنّه أرشد آدم وحواء إلى عدم المصلحة بالأكل من الشجرة، وشرّع بحقّ إبراهيم ذبح ابنه إسماعيل، ولمّا تعلّقت مشيئة آدم(عليه السلام) وحواء بالأكل من الشجرة كان ذلك بمشيئة منه تعالى؛ لأنّه تعالى يقول: (( وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ )) (التكوير:29)، أو كما قال الإمام الرضا(عليه السلام): (يا بن آدم بمشيئتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء) (1) . ولمّا تعلّقت مشيئة إبراهيم(عليه السلام) وإرادته بذبح ابنه إسماعيل(عليه السلام)، وعلم الله صدقه في ذلك ونجاحه بالاختبار، وكانت له تعالى مشيئة وإرادة أُخرى تغاير مشيئة وإرادة إبراهيم(عليه السلام)، وهي: عدم تحقّق الذبح لإسماعيل، فهنا حصلت إرادته تعالى دون إرادة إبراهيم(عليه السلام), وهذه الإرادة التي صدرت منه تعالى هي الإرادة التكوينية، وتعارضت مع الإرادة التشريعية لأنّ الأمر كان لمحض الاختبار. وأمّا الخبر المذكور فقد روي عن الإمام الرضا(عليه السلام)، وليس عن الإمام الصادق(عليه السلام) والمتن فيه بعض الاختلاف (2) . ودمتم في رعاية الله

1