ALi Almadride ( 20 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

معنى الولي والولاية لغةً واصطلاحاً

١- ما معنى الوليّ والولاية لغةً واصطلاحاً إن وجد؟ ٢- ما معنى علي وليّ الله؟ ٣- ما معنى الآية الكريمة{وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ}؟


١- قال ابن منظور: وليّ: في أسماء الله تعالى: الوليّ هو الناصر، وقيل: المتولي لأمور العالم والخلائق القائم بها. ومن أسمائه عزّوجل: الوالي: وهو مالك الأشياء جميعها المتصرف فيها. الولاية لغة: مأخوذة من الفعل الثلاثي (وَلى)، يقال: ولي الشيء وولي عليه وَلاية وولاية، والواو واللام والياء: أصل صحيح يدل على القرب والدنو، يقال: تباعد بعد وَلْي، أي: قُرْب، وجلس مما يليني، أي يقاربني (القاموس المحيط، ص 1732). واصطلاحاً: تُستخدم بمعنى القرب الخاصّ الذي يفيد القرب واللصق، وما كان مرادفًا وردفًا للغير من دون حاجب وفاصل، فالولاء والتوالي هو أن يحصل شيئان فصاعداً حصولاً ليس بينهما ما ليس منهما، ويستعار ذلك للقرب من حيث المكان ومن حيث النسبة، ومن حيث الدين ومن حيث الصداقة والنصرة والاعتقاد. ويمكن تقسيمها إلى: أ- ولاية الله و تنقسم إلى ولاية شرعية وولاية تكوينية. ب- ولاية النبي و الإمام (عليهما السلام) ج- ولاية الفقيه على المقلدين. د- ولاية الأب أو الجد على الطفل أو البنت الباكر، وغيرها ٢- معنى علي ولي الله أي المنصب من قبله سبحانه وتعالى ولياً على الناس، فالولاية هي الإمامة والإمارة والسلطة الدينية والدنيوية وقيادة الأمة بعد نبيها (صلّى الله عليه وآله)؛ قال تعالى: ﴿إنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسولُهُ وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يُقيمونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعونَ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسولَهُ وَالَّذينَ آمَنوا فَإنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الغالِبونَ﴾ (المائدة:٥٥) فهي بمعنى الحكومة عليهم، من الله وأنّه أولى بهم في التصرّف، فهو حاكم من حيث التدبير والتوجيه والإرشاد والتعليم والتربية، كذلك هذا المعنى يصدق على الإمام المعصوم (عليه السلام )، الذي يستخلف النبيّ (صلّى الله عليه وآله) في حفظ الرسالة من الضياع والعدم، فهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم. من هنا أرتبط مفهوم الولاية والإمامة بلفظ الشيعة والتشيع للإمام المعصوم. وقد عبَّر النبي (صلّى الله عليه وآله) عن هذه الولاية بعدة ألفاظ منها (ولي ومولى) وهذان اللفظان، قد صححهما أهل السنة أيضاً، ووردت بالفاظ أخرى عند الفريقين ولكن أهل السنة ضعفوها مثل لفظ (خليفة وأمير وغيرها ... المزید). وأمّا النقاش في اللفظين الصحيحين عند الفريقين، فهما بالاتفاق بمعنى واحد وهو الولاية. قال الفرّاء: الوليّ والمولى واحدٌ في كلام العرب. قال أبو منصور: ومن هذا قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) (أيّما امرأة نكحتْ بغير إذن مولاها) ورواه بعضهم: (بغير إذن وليّها)؛ لأنها بمعنى واحد. قال ابو الهيثم: المولى على ستة أوجه: وذكر منها: المولى الولي الذي يلي عليك أمرك. وقال ابن سلام عن يونس: قول سيدنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من كنت مولاه فعلي مولاه. أي: مَنْ كنت وليّه فعلي وليّه. قال الزجاج: والولاية التي بمنزلة الإمارة مكسورة. فبعد أن رأينا أن لفظة (ولي أو مولى) تأتي في اللغة بمعان عديدة منها ما ندعيه هنا في هذا المقام، (وهي الإمامة والإمارة والسلطة الدينية والدنيوية وقيادة الأمة بعد نبيها (صلّى الله عليه وآله)…، وكذلك تدل على معان عديدة أخرى، فيشترط أهل اللغة والعقل والعلم الشرعي بأن اللفظ المشترك بين معان متعددة يسمى مشتركاً لفظياً، ولا يجوز استخدامه في أي معنى من المعاني حتى تنصب له القرينة الدالة، والمحددة للمعنى الذي يريده المتكلم. ولدينا على إثبات مدّعانا قرائن عديدة منها حالية ومنها مقالية نذكر أهمها: الأول: القرائن الحالية: وهي إختيار النبي (صلّى الله عليه وآله) غدير خم ذلك المكان الذي يعتبر مفترق الطرق بين مكة والمدينة وبعد الحج بل بعد حجة الوداع التي دعا النبي (صلّى الله عليه وآله) المسلمين كافة للتشرف بحضورها حتى حضر معه مائة ألف مسلم أو أكثر من جميع بقاع الأرض. وهذا المكان منه يفترق المسلمون للرجوع إلى ديارهم وهو أقرب نقطة على كل أحد من الجهات المختلفة للبلاد الإسلامية. فهو آخر مكان يمكن فيه اجتماع النبي (صلّى الله عليه وآله) بأكثر المسلمين في ذلك الوقت قبل الافتراق والرحيل إلى الرفيق الأعلى. كذلك تقديم النبي (صلّى الله عليه وآله) المتأخرين بانتظارهم حتى إجتمعوا وإرجاع المتقدمين الذين أسرعوا بالسير، وجمعهم في تلك البقعة وفي ذلك الوقت الحار وقت الظهيرة الشديد، وخصوصاً أنهم قد قضوا مناسكهم وهم مسافرون وتنتظرهم مسافات شاسعة للوصول إلى ديارهم وأهليهم. فما هو ذلك الأمر المهم الذي يستوجب كل هذا من جمع كبير وحشد مؤمن راجع من شعيرة عظيمة تمحي الذنوب وترجع العبد إلى ربّه كالثوب الأبيض وتهيأه لتحمل أمر صعب القبول على النفس الأمارة بالسوء والمحبة للعلوّ والرئاسة. إلّا (ما رحم ربي). فأوضح رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بعد ذلك بخطبته البليغة ما يريد أن يزف من بشرى للمؤمنين، مع خوفه وإشفاقه على الآخرين الذين سيغيرون ويحدثون في الدين من بعد كما صرح بذلك (صلّى الله عليه وآله) في مناسبات أخر. الثاني: القرائن المقالية: وهي إبتداء النبي (صلّى الله عليه وآله) بقوله: (إنه يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب). فهذه قرينة واضحة لكل عاقل بأن النبي (صلّى الله عليه وآله) يريد أن يوصي أمته وصية موته وأمر الأمة من بعده وقوله (صلّى الله عليه وآله) في رواية مسلم (وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله فيه الهدى والنور... وأهل بيتي) ففيها دلالة على ترك البديل له (صلّى الله عليه وآله) والممثل الشرعي من بعده. وقوله (صلّى الله عليه وآله) (أذكركم الله في أهل بيتي) تأكيد عميق منه (صلّى الله عليه وآله) بعد أن أكد ذلك ثلاث مرات بالتكرار للتأكيد على هذا الأمر العظيم الثقيل الذي يتوقع عدم قبوله من أكثرهم. وأمّا في الرواية الأخرى ففي بدايتها يشهدهم النبي (صلّى الله عليه وآله) بقوله (ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى يا رسول الله). فأكد ثانياً وقال (ألست أولى بكم من أنفسكم قالوا بلى يا رسول الله) بعد الإقرار منهم له (صلّى الله عليه وآله) بأنه أولى بالتصرف بهم من أنفسهم وله الولاية العظمى عليهم أتبع ذلك بقوله (ألا من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه)، فهذا تفريع على ذلك الإقرار وتلك المقدمة. وأمّا عدم قول النبي (صلّى الله عليه وآله) أولى صراحة؛ فلأنه أمام البلغاء فلو استخدم هذا اللفظ فسوف يقول (من كنت أولاه فعلي أولاه) وهذا لا يجوز في اللغة العربية، وكذلك أن لفظة (أولى) مبنية على أفعل التفضيل الذي فيه مشاركة وزيادة فتعني أن علياً أولى من ولي آخر ولا يوجد هناك ولي آخر في ذلك الوقت؛ لأن الإمام والقائد يجب أن يكون واحداً للزمان الواحد وهذا بديهي ومسلّم من الجميع، وكذلك لقوله (صلّى الله عليه وآله) في أحاديث كثيرة (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية)، وعليه فإن علياً (عليه السلام) الولي الوحيد بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ويشهد لهذا المعنى سبب نزول قوله تعالى ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ ﴾ (المائدة:٥٥) في حقّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، حينما تصدّق بخاتمه وهو راكع في صلاته، وقد اعترف به كبار علماء أهل السنة من ذوي الإختصاص في علم الكلام ومسائل العقيدة، أمثال القاضي عضد الدين الأيجي، والشريف الجرجاني، وسعد الدين التفتازاني، وعلاء الدين القوشجي، وابن حجر الهيثمي، فهؤلاء جميعهم يعترفون بإجماع المفسّرين على نزول الآية المتقدّمة في أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، و(إنما) تفيد الحصر والقصر. و روي عن أبي ذر ( رضي الله عنه ) أنه قال: صلّيت مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يوماً صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد فرفع السائل يده إلى السماء وقال: اللهم إشهد أني سألت في مسجد الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) فما أعطاني أحد شيئاً وعلي (عليه الصلاة والسلام) كان راكعاً فأومأ إليه بخنصره اليمنى وكان فيها خاتم فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم بمرأى النبي( صلّى الله عليه وآله وسلم) فقال : اللهم إن أخي موسى سألك فقال {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي }(طه:٢٥) إلى قوله {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}(طه:٣٢) فأنزلت قرآناً ناطقاً {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً }(طه:٣٥)اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيراً من أهلي علياً أشدد به ظهري قال أبو ذر ( رضي الله تعالى عنه) فو الله ما أتم رسول الله هذه الكلمة حتى نزل جبريل فقال: يا محمد! إقرأ { إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ}(المائدة:٥٥) وروي أن عبد الله بن سلام قال: "لما نزلت هذه الآية {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ} قلت: يا رسول الله ! أنا رأيت علياً تصدق بخاتمه على محتاج وهو راكع فنحن نتولاه. ٣- وصف الله سبحانه حال المؤمنين عامة؛ ليدل بذلك على أنهم مع كثرتهم وتفرقهم من حيث العدد ومن الذكورة والأنوثة ذوو كينونة واحدة متفقة لا تشعب فيها؛ ولذلك يتولى بعضهم أمر بعض ويدبره. ولذلك كان يأمر بعضهم بعضا بالمعروف وينهى بعضهم بعضا عن المنكر، فلولاية بعض المجتمع على بعض دخل في تصديهم للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فيما بينهم أنفسهم. فالآية الشريفة تشرع بذكر صفات المؤمنين والمؤمنات، وتبدأ ببيان أنّ بعضهم لبعض ولي وصديق وناصر ومحب وهو ينسجم مع المعنى الشرعي والمعنى اللغوي المذكور جواباً عن النقطة الاولى، قال سبحانه وتعالى:{وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ يُطِيعُونَ اللَّـهَ وَ رَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّـهُ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(التوبة:٧١) فأن كلمة (أولياء) توحي بوحدة الأهداف والصفات والأعمال للمؤمنين، ويشتركون في البرامج والصفات، مع وجود روح المودة والولاية لبعضهم البعض. فأحدهم يؤازر الآخر كالبنيان المرصوص، تجمعهم مصالح الدين وحسن العاقبة وليس مصالح الدنيا للدنيا.

8