المجيب - السعودية
منذ 5 سنوات

صفات الله (الارادة)

ما هو تعريف الإرادة عند الذين ذهبوا إلى أنّ الإرادة من الصفات الفعلية، وکذلک الذين ذهبوا إلی أنّها من صفات الذات؟


الاخ المجيب المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اختلف العلماء في (الإرادة): هل هي من صفات الذات، أو من صفات الأفعال؟ فبعضهم تبنّى رأي الفلاسفة القائلين بأنّها من صفات الذات، وهو أيضاً رأي عامّة المجبرة؛ فقد قالوا: إنّ الإرادة من صفات الذات، وأنّ الله لم يزل مريداً لكلّ ما يكون من فعله وفعل غيره. وقال صاحب (الكفاية)، الذي ذهب إلى كونها من صفات الذات، وقسّمها إلى: إرادة تكوينية وهي: العلم بالنظام على النحو الكامل التام، والإرادة التشريعية وهي: العلم بالمصلحة في فعل المكلّف (1) . وتعريف صاحب (الكفاية) للإرادة قد أخذه من الحكماء الذين عرّفوها: العلم بالنظام الأتم (2) . ولكن متقدّمي الإمامية ذهبوا إلى كون الإرادة من صفات الفعل، وذلك تبعاً لأهل البيت(عليهم السلام)، ولم يوافقوا على ما ذهب إليه الفلاسفة والأشاعرة، الذين جعلوها من الصفات الذاتية الثبوتية.. فقد ورد عن الإمام الصادق(عليه السلام): (خلق الله المشيئة بنفسها، ثمّ خلق الأشياء بالمشيئة) (3) ، وقوله(عليه السلام) هذا نص في (فعلية) الإرادة. وأكّد الشيخ المفيد أنّ الإرادة من صفات الفعل، وهي حادثة، قائلاً: ((إنّ إرادة الله تعالى لأفعاله هي نفس أفعاله.. وإرادته لأفعال خلقه أمره بالأفعال، وبهذا جاءت الآثار عن أئمّة الهدى من آل محمّد(عليهم السلام)وهو مذهب سائر الإمامية، إلاّ من شذّ منها عن قرب وفارق ما كان عليه الأسلاف)) (4) . ومشهور متكلّمي الإمامية بعد المفيد الموافقة مع قول الحكماء، كالخواجة الطوسي، والعلاّمة، واللاهيجي، ولكن بعض علمائنا المتأخّرين قد ميّز بين إرادتين: الإرادة في مقام الذات، والإرادة في مقام الفعل، وفي طليعتهم الشيخ محمّد حسين الأصفهاني في (نهاية الدراية) (5) . ودمتم في رعاية الله

4