محمد مهدي - ايسلندا
منذ 4 سنوات

حول مشيئة الالهية

في ماذا تجلَّت وتتجلَّى المشيئةُ الإلهية التي بها خلقَ الله الأشياء؟ ومن هُم محالّ مشيئته تعالى؟ هل المشيئة الأُولى التي خلق الله بها الأشياء وأظهر به سائر الموجودات، مخلوقة كسائر المخلوقات، بمعنى أنَّ المشيئة أيضاً ظهرت بالمشيئة؟ فإذا كانت المشيئة من جملة المخلوقات، فإنّها تحتاج إلى مشيئة أُخرى لتخلقها، وهكذا يتحقّق التسلسل الباطل. هذا من جهة. ومن جهة أُخرى: كيف يمكن تفسير خلقة الشيء بنفسه؟ فندخل بالدور والسلسلة، وهذا باطل. ولأنّ هذا الحديث أخافنا كثيراً: قال الرضا(عليه السلام): (المشية والإرادة من صفات الأفعال، فمن زعم أنّ الله تعالى لم يزل مريداً شائياً فليس بموحّد). أرجو الجواب بجواب شافٍ واسع تفصيلي، مدعوماً بالدليل العقلي والنقلي، مع ذكر المصادر.


الأخ محمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المشيئة من صفات الأفعال كما هو في الحديث المذكور عن الإمام الرضا(عليه السلام) (1) ، ولكونها من صفات الأفعال فهي ليست عين ذاته، وإلاّ لصارت الذات الإلهية محلاًّ للحوادث، وهو باطل، بل حال هذه الصفة كحال كلّ الصفات الفعلية الأُخرى، كالرازقية والخالقية والإماتة والإحياء وغيرها، منتزعة من أفعاله. أمّا تلك الرواية عن الإمام الرضا(عليه السلام): (خلق الله المشيئة بنفسها ثمّ خلق الأشياء بالمشية) (2) ، فإنّ خلق المشيئة بنفسها معناه: أنّه لا يحتاج إلى مشيئة أُخرى، بل في حال خلقه لتلك المشيئة انتزعنا من هذا الفعل الذي صدر منه تعالى صفة، وهي: كونه تعالى شائياً. ويقول آية الله الميرزا جواد التبريزي في (صراط النجاة): ((أنّ الأولوية في تعلّق مشيئته سبحانه وتعالى بالخلق للنبيّ والأئمّة سلام الله عليهم أجمعين)). هذا.. وهناك آراء أُخرى للمتكلّمين والفلاسفة تعد الإرادة من الصفات الذاتية، وكلٌّ أخذها بمعنى معيّن، ولك مراجعتها في مظانّها. ودمتم في رعاية الله