يذكر المتكلّمون بأنّ (القدم) ليس صفة ذاتية؛ فقد يوصف الممكن بالقدم. هل بإمكان سماحتكم التفضل بالإشارة إلى الفرق بين أن يكون القدم صفة ذاتية لله تعالى أم لا؟
الأخت الحوراء المحترمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصف الممكن بالقديم إنّما يكون بالنسبة إلى ممكن غيره، أمّا وصف المولى سبحانه وتعالى بهذه الصفة، إنّما هو وصف ثابت مطلق يتفرّد به سبحانه دون الموجودات كلّها، وقد ورد في أحاديث كثيرة هذا المعنى:
كقوله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (اللّهمّ أنت الله ... المزید الشهيد القديم، العليّ العظيم) (1) .
وقوله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (الحمد لله الملك الرحيم، الأوّل القديم...) (2) .
وعن الإمام الصادق(عليه السلام): (إنّ الأشياء لا تخلو أن تكون خلقت من شيء أو من غير شيء، فإن كانت خلقت من شيء كان معه، فإنّ ذلك الشيء قديم، والقديم لا يكون حديثاً ولا يفنى ولا يتغيّر) (3) .
وعن الإمام الرضا(عليه السلام): (اعلَم - علّمك الله الخير - إنّ الله - تبارك وتعالى - قديم، والقدم صفته التي دلّت العاقل على أنّه لا شيء قبله ولا شيء معه في ديمومته) (4) . والمتحصّل: أنّ (القدم) هي صفة ذاتية لله باين بها جميع المخلوقات.
والضابط في كون الصفة ذاتية أو لا، هو أنّ الصفة الذاتية، هي تلك الصفة التي يتّصف بها المولى سبحانه ولا يتّصف بضدّها، كقولنا: عالم، حيّ، قادر؛ فإنّنا لا نستطيع وصفه بأضداد هذه الصفات من الجهل والموت والعجز.. وكذلك صفة (القدم)، فالمولى سبحانه يتّصف بها ولا يتّصف بضدّها، وهو: الحدوث.
وما ذكرتموه عن المتكلّمين لم نجد مصدره.
ودمتم في رعاية الله