logo-img
السیاسات و الشروط
المجيب ( 24 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

لماذا الامام علي يدافع…

سلام عليكم يقال عندما كسر ضلع السيده الزهراء عليها السلام لعن الله قاتليها أن الإمام علي عليه السلام لم يدافع عليها ما السبب ويقال إن الرسول منعه ما السبب الذي منعه به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم


النقطه الاولى: إنّه قد كان الواجب على الناس الوفاء بما عاهدوا عليه الله ورسوله وبايعوا عليه أمير المؤمنين (عليه السّلام) في يوم الغدير وغيره ، فلمّا خالفوا جلس علي (عليه السّلام) وأهله وأصحابه في البيت ، فرأى القوم أنّ الأمر لأبي بكر لا يتمّ إلاّ بحمله على البيعة ، فطلبوه مراراً فأبى أن يخرج ويبايع ، حتّى أمر فلان و فلان ومن معه بأن يأتوا به جبراً وقسراً ، فجاؤوا إلى بابه ، فمنعتهم الصديقة الطّاهرة من الدخول ، ولم تكن تظنّ ـ ولا أحد يظنّ ـ أن يبلغ بهم التجاسر والجرأة ؛ لأن يدخلوا بيتها بضربها وضغطها بين الباب والجدار ، حتى دخلوا وأخرجوا الإمام للبيعة ، ولو أنّ عليّاً (عليه السّلام) خرج إليهم في تلك الحالة لقتلوه ، وذلك لم يكن الاّ في صالحهم ، إذ كانوا يقولون ـ وتسير الأخبار إلى سائر الأقطار ـ بأنّ عليّاً خالف الاُمّة وخرج على الخليفة فقتله الناس ، كما قال بعضهم ذلك بالنسبة إلى الإمام الحسين (عليه السّلام) ـ مع وضوح الفرق الكبير عندهم بين أبي بكر ويزيد وحكومتيهما ـ فلا الإمام علي (عليه السّلام) سكت حتى يقال وافق ، ولا قام بالسّيف وحارب حتّى يقال : حارب على الحكم والرئاسة. ويبقى أمران : أحدهما : إنّ الناس كانوا ينتهزون الفرصة للانتقام من علي (عليه السّلام) لقتله أشياخهم في الحروب والغزوات . والثاني : إنّ الإمام كان مأموراً بالصبر وهم كانوا عالمين بذلك ... المزید وقد نصّ رسول الله على أنّ في قلوب الناس ضغائن يبدونها بعد وفاته ، ونصّ أمير المؤمنين على كونه مأموراً بالصبر في غير موضع من خطبه وكلماته . النقطه الثانية: الإمام المعصوم المظلوم أمير المؤمنين علي عليه السلام لم يكن ضعيفاً ولا جباناً بل أقول لقد كان بإمكانه لوحده أن يقاتل القوم ويأخذ حقّه الشرعي عنوة ويقتلهم عن آخرهم لكنّه كان مأموراً عقلاً وشرعاً بالصبر والتحمّل ، ولما علم القوم أنّه كذلك تجرّأوا عليه ولم يخافوا سطوته وشجاعته فهجموا على داره وأرادوا إحراق البيت بمن فيه ـ وفيه علي وفاطمة والحسن والحسين وبعض الصحابة المؤمنين ـ. وهذا شاعر النيل يذكر من مفاخر عمر بن الخطاب هجومه على دار أمير المؤمنين عليه السلام : وقوله لعلي قالها عمر * أعظم بسامعها أكرم بملقيها حرّقت دارك لا أبقى على أحد * ان لم تبايع وبنت المصطفى فيها ما كان غير أبي حفص يفوه بها * امام فارس عدنان وحاميها نعم الظروف التي كان يعيش فيها الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بعد وفات النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كانت مهمّة وحياتيه جداً فإن مصالح الاسلام والمسلمين كانت في معرض الخطر وكان المشركون والمنافقون والروم وأصحاب الديانات الاخرى يتربصون الدوائر بالإسلام والمسلمين وكانوا مستعدين للقضاء على الإسلام والمسلمين في أوّل فرصة ممكنة ، وكان الاختلاف بين المسلمين أو قلّة عدد المسلمين يعطي المجال للكفار في القضاء على الاسلام. فالحكمة كانت تحكم أن يصبر علي عليه السلام على المحنة ولا يقوم بكفاح مسلح ضد غاصبي الخلافة حتى لو كان ينتصر عليهم ، لانّ الانتصار عليهم كان يستدعى قتل جماعات كثيرة من المسلمين فيقع الضعف والوهن في صفوف المسلمين ويتهيئو المجال للكفار والاعداء. والسرّ في ذلك ما صرحت به الزهراء فاطمة سلام الله عليها في خطبتها المعروفة : « وما نقموا من أبي الحسن نقموا والله نكير سيفه وقلّة مبالاته بحتفه وشدّة تنمره في ذات ». نعم كان أحقاد بدريّة واحديّة وحنينيّة في صدور القوم لانّ علياً عليه السلام قتل ـ في سبيل نشر الاسلام والدفاع عنه ـ آباءهم وأبنائهم واخوانهم وعشيرتهم ، فالقلوب كانت منحرفة عن علي عليه السلام فأكثر الناس وان كانوا يظهرون الاسلام لكنّهم اسلموا عام فتح مكّة كرهاً وخوفاً على أنفسهم بل حتّى المؤمنين الذين اسلموا طوعاً ورغبة كانوا لا يطيقون رؤية علي عليه السلام لأنّه قتل أقرباءهم وان كان قتلهم حقاً ، فإذا كان علي عليه السلام يصّر على أخذ حقّه الشرعي في الخلافة ويقاتلهم لزم أن يقتل كثيراً من الناس المنحرفين عنه فلو انتصر عليهم وقتلهم بانّ الضعف في صفوف المسلمين في قبال الأعداء والمشركين ، ولذا قال سلام الله عليه : « فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى أرى تراثي نهباً ». و ورد في الحديث عن أئمة أهل البيت عليهم السلام بعض العلل التي منعت أمير المؤمنين علياً مجاهدة أهل الخلاف منها : عن ابراهيم الكرخي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام أصلحك الله ألم يكن علي عليه السلام قوياً في دين الله عزوجل ؟ قال : بلى. قال : فكيف ظهر عليه القوم وكيف لم يدفعهم ، وما منعه من ذلك ؟ قال : آية في كتاب الله عزّوجلّ منعته. قال : وأيّة آية ؟ قال : قوله تعالى : ( لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُ‌وا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) إنه كان لله عزوجل ودائع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين ومنافقين فلم يكن علي عليه السلام ليقتل الآباء حتى يخرج الودائع ...

7