الأخ مرتضى المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال السيّد العلاّمة الطباطبائي في (الميزان) في بيان الصفات الفعلية: ((ومنها ما يحتاج في تحقّقه إلى فرض تحقّق الذات قبلاً، كالخلق والرزق، وهي: الصفات الفعلية, وهي زائدة على الذات منتزعة عن مقام الفعل. ومعنى انتزاعها عن مقام الفعل: أنّا مثلاً نجد هذه النعم التي نتنعّم بها ونتقلّب فيها نسبتها إلى الله سبحانه نسبة الرزق المقرَّر للجيش من قبل الملك إلى الملك، فنسمّيها: رزقاً, وإذ كان منتهياً إليه تعالى نسمّيه: رازقاً, ومثله: الخلق والرحمة والمغفرة وسائر الصفات والأسماء الفعلية؛ فهي تطلق عليه تعالى، ويسمّى بها من غير أن يتلبّس بمعانيها، كتلبسه بالحياة والقدرة، وغيرها من الصفات الذاتية)) (1) . وبذلك يتبيّن أنّ الصفات الفعلية حادثة مخلوقة (إذا صحّ هذا التعبير بعد وضوح أنّها انتزاعية من مقام الفعل لا حقائق خارجية عينية) وهي ليست كالصفات الذاتية؛ لأنّها منتزعة بعد تحقّق الحوادث والمخلوقات مضافة إلى الذات، مع صحّة القول بأنّ وراءها معنىً حقيقياً ثابتاً قديماً لله تعالى يكون أصلاً ومبدأً في الذات لجميع تلك الصفات الفعلية، كالقيومية، وهذا الأصل الذاتي هو منبع بعث كلّ كمال وكلّ خير. والله العالم.
ودمتم في رعاية الله