1- هل أنّ السُنّة يؤمنون أنّ الله صفة وموصوف؟ وإذا كان كذلك ألا يعني ذلك: التركيب؛ لأنّ الصفة خارجة عن الذات، أي: أنّ الله لم يكن وحيداً، بل كانت الصفات قديمة معه؟
2- هل أنّ الشيعة يؤمنون بأنّ صفات الله سبحانه هي ذاتية؟ ألا يعني ذلك: تعدّد الذوات، أي: أنّه إذا كان الله قادر، هو ليس عالم مثلاً؟
الاخ لقمان المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قول أهل السُنّة (الأشعرية): بأنّ صفات الله الثبوتية زائدة على ذاته، يترتّب عليه القول بتعدّد القدماء، ووجود الشركاء للباري، تبارك وتعالى عن ذلك علوّاً كبيراً، أو القول بتركيبه. وعليه فنحن نقول: يستحيل أن يتّصف الله عزّ وجلّ بصفة زائدة على ذاته، سواء جعلناها معنىً أو حالاً، أم صفة غيرهما؛ لأنّ وجوب الوجود بالذات يقتضي الاستغناء عن كلّ شيء، فلا يفتقر في كونه قادراً إلى صفة القدرة، ولا في كونه عالماً إلى صفة العلم، ولا غير ذلك من المعاني والأحوال. فالحقّ إذاً كما يعتقد الشيعة: أنّ صفاته عزّ وجلّ الثبوتية عين ذاته، أي: أنّ ذاته عين العلم، وذاته عين القدرة، وهكذا، وهذا لا يترتّب عليه تعدّد الذوات، فالذات واحدة، وصفات الذات هي عين الذات، بلا اختلاف، ولا معية، ومعناه بالتالي: ثبوت الوحدة وامتناع التركيب وعدم إمكان تعدّد القدماء. نعم، من جهة المفهوم، فالصفات مغايرة للذات، ولكنّها من جهة المصداق عينها، فالله عزّ وجلّ حيّ من حيث هو قادر، وقادر من حيث هو عالم من دون اثنينية؛ لأنّ وجود الصفات ليس إلاّ وجود الذات، فقدرته، وكذلك العلم، من حيث الوجود حياته وحياته قدرته، وهو هو عزّ شأنه وتعالى جدّه واحد أحد، فرد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.
ودمتم في رعاية الله