وسيمة المدحوب - البحرين
منذ 4 سنوات

تفسير كلام أميرالمؤمنين ع

قال الإمام عليّ(عليه السلام): (لم يطلع العقول على تحديد صفته، ولم يحجبها عن واجب معرفته). إلى ماذا يشير الإمام(عليه السلام) بهذا الكلام؟


الأخت وسيمة المحترمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الجواب عن الشق الأوّل: هو أنّ الصفات لمّا كانت عين الذات فمن المستحيل معرفتها بشكلها وصورتها التفصيلية والحقيقية؛ إذ معنى ذلك هو معرفة الله بكنهه وحقيقته، وهذا محال، كما ثبت في محلّه, فالعقل قاصر عن إدراك كنه الله وصفاته التي هي عين ذاته؛ لأنّه محدود، ومن المستحيل إحاطة المحدود باللامحدود. وأمّا الشق الثاني: وهو أنّ العقل يمكن أن يدرك وجود الله تعالى وصفاته الملازمة له، من كونه: عالماً حيّاً متكلّماً، ويمكن أن يعرف ويدرك العقل هذه الصفات بشكل يتناسب مع عظمة الله تعالى، وعدم مادّيته، وعدم حدوثه، وما إلى ذلك من الملازمات. فهذه هي المعرفة الواجبة التي يجب على كلّ مكلّف معرفتها, أمّا المعرفة بالشكل الأوّل فهي المعرفة المحرمة، بل مستحيلة في حدّ ذاتها. وهذا من أوضح الأدلّة على بطلان قول المشبّهة والمعطّلة، وصحّة المذهب الحقّ في التوحيد. ودمتم في رعاية الله