حول دعاء الجوشن الكبير

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته مرحباً بك أيها السائل الكريم ننقل لكم جواب سماحة الشيخ محمد السند دامت بركاته حول صحة وسند دعاء الجوشن الكبير حيث يشكل البعض على أن ما ذكر فيه من صفات لم يذكرها القرآن ،حيث ادعى البعض بأنه بحث ولم يجده في الكتب القديمة والمعتبرة فلا حاجة للإتيان به ولو رجاء ؟ 1- جل هذه الأدعية هي ذات طابع إعجازي من ناحية السبك اللغوي المتناغم بنمط إعجازي مع الإعجاز في المعنى.. 2- فهذه الأدعية تراث وحياني امتازت به مدرسة أهل البيت ع على كل المذاهب والملل والنحل والأديان وهي من البراهين الوحيانية العقلية لإمامة أهل البيت عليهم السلام.. 3- فاعتبارها يفوق اعتبار الطريق الظني والسند الروائي الحاصل من قدرة ضبط الرواة العدول الثقاة.. 4- ومقتضى إعجاز هذه الأدعية سواء التي لشهر رمضان أم غيرها أنها تتحدى قدرة البلغاء والعلماء والأدباء والحكماء والعرفاء عن المجيء بشبيه لها سبكا وتركيبا ومعنى وهذا ما نشاهده من تهاوي مستوى الأدعية التي أنشأها بعض الأعلام مع ركاكة السبك وعدم قوة بنيان المعنى مع أنه يعتمد الاقتباس من ما هو وارد في تراث الحديث.. 5- قد حكي عن المحقق الشاه آبادي أن الأدعية المأثورة عن أئمة أهل البيت ع قرآن صاعد وهو يشير إلى النقاط السابقة وأنها من ناحية الإعجاز الوحياني عدل الكتاب مضمونا وسبكا تركيبيا.. 6- هذه الأدعية المشهورة تعاطاها أعلام علماء الطائفة عبر القرون بالإذعان إلى علو مضامينها وشموخ مفادها بل جعلوها أصولا وأسسا لمنظومة معارف منهاج الإمامية.. 7- إن هذه الأدعية تتوافق وتتطابق بنودها وجملها عند تجزئتها وتفكيكها كل بند بند أو كل جملة جملة مع مجموع منظومة الآيات و الروايات وهذا التطابق بنحو شبكي سبكا ومعنى يجعل التراث برمته كتلة منظومية واحدة.. 8- وهذا التوافق والتطابق ليس عشوائيا بل تدقيق لكل جملة جملة وبند بند.. 9- بل يتجاوز التدقيق البنود والجمل إلى الكلمات المفردة والعناوين بما تحمل من كنوز المعاني فإن المفردة من الكلمات والعناوين و إن كانت ظاهرا مفردة من المفردات تصورا إلا أنها تحمل جملا من القضايا مدمجة بصورة معنى مفرد.. 10- كل ما ذكرناه لا يقلل من أهمية التحري في المصادر واستمرار التنقيب لأن علم الرجال كما قال النجاشي في أول كتابه والطوسي في أول فهرسته هو لأجل تبيان هوية تراث المذهب وأصالته في أعماق التاريخ والقرون ونجوم أعلام نقلة هذا التراث.. 11- الذي تقدم ذكره من اعتماد المضمون في الأساس والمصادر بما هي كاشفة عن تقادم تراث الحديث لا مجرد طريق نقلة ولا نعرف منهم إلا أنهم وثقوا ، هذا المنهج المضموني بضميمة أصل المصادر هو منهج القدماء من أعلام الطائفة إلى المحقق الحلي وكذلك منهج المدرسة الانسدادية في الأصوليين كالوحيد البهبهاني وجل تلاميذه.. 12- قد اعتمد أعلام متكلمي الطائفة و فلاسفتهم ومفسريهم هذه الأدعية كمنبع هام للمعارف واكتشاف البراهين والدلائل بل أسرار اللطائف و في علوم الروح.. دمتم في رعاية الله.