السلام عليكم
بالنسبه للقرآن الكريم حسب الأحاديث والروايات أن الإمام المهدي عندما يظهر سوف يُعلم الناس القرآن الكريم كما أنزل..
قال الإمام علي (عليه السلام) : فيريكم كيف عدل المسيرة ويُحي ميت الكتاب والسنة..
ومروي أنه (عليه السلام) يستخرج التوراة وسائر كتب الله عز وجل..
فهل هذا الشي يدل على أن القرآن الكريم محرف؟
إذا كان محرف كيف تكون قراءتنا صحيحة؟ وهناك شيوخ مثل شيخ امير القريشي يقول انه محرف وكلامه مقنع لان اهل البيت عظماء فكيف لا يذكرون بالقرآن
فهل كلامهم صحيح حسب السيد السستاني
ارشدونه علي الحق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إبنتي الكريمة..
أولاً : ظاهر ما ورد أن الإمام (عجل الله فرجه الشريف) يطبق الأحكام المعطلة وينشر العدل والحق بين الناس بعد هجرانه وترك تطبيقه..
ثانياً : كل ما ذكر في سؤالكم لا يدل على تحريف القرآن الكريم..
ثالثاً : ليس كل من خرج على وسائل التواصل الاجتماعي وتكلم في الدين فهو يمثل الدين أو أن نأخذ ما يقوله مسلم فهذا الأمر ليس صحيحاً فهناك من هو ليس أهلاً للعلم وللزي الحوزوي لكنهم لبسوا ذلك الرداء على أسس باطلة وجهالة عظيمة فبعضهم جاهل بالجهل البسيط وبعضهم جاهله بالجهل المركب وهذا أخطر من القسم الأول لأنه يحسب نفسه أعلم وهو لا يعلم إنه لا يعلم شيء ، لذلك ينبغي عدم الركون لمثل هكذا ثلة لا حظ لها من العلم والأخلاق !
والأخذ من العلماء فقهاء اهل البيت عليهم السلام فهم رضوان الله عليهم قضوا عمرهم بالتحقيق والتدقيق في روايات اهل البيت عليهم السلام من اجل ان ينشروا تعاليم الله تعالى بين الناس ولم يهجروا الاخلاق وادب الحوار حتى مع المخالف فضلاً عن المؤالف فهذا الامر من الاسس عندهم..
رابعاً : بعض من ذكر هو موضوع تحريف القرآن الكريم..
لم تصل الأخبار الواردة في هذا الجانب حد التواتر وإلاّ تكون قد أفادت العلم , وهي ليست كذلك اليوم , بل وقبل اليوم , وها هم علماء الإمامية قد حققوا في الموضوع منذ عصر الغيبة الصغرى إلى اليوم وانتهوا إلى القول بعدم التحريف نذكر منهم:
١ - شيخ المحدّفثين الصدوق عليه الرحمة (المتوفى 381 هـ), عميد الطائفة الشيخ المفيد (ت 413 هـ), الشريف المرتضى علم الهدى (ت436 هـ) ,
٢ - شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي (ت 460 هـ) .
٣ - المفسر الشهير الطبرسي (ت 548 هـ) ,
٤ - العلاّمة الحلي (ت 726 هـ),
٥ - المحقق الأردبيلي (ت 993) ,
٦ - شيخ الفقهاء جعفر كاشف الغطاء (ت 1228 هـ) ,
٧ - الشيخ البهائي (ت 1031 هـ) ,
٨ - الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) ,
٩ - المحقق محمد حسين كاشف الغطاء (ت 1373 هـ) ,
وهكذا الكثير غير هؤلاء الأعلام, ويمكن للمتابع مراجعة أقوالهم ومصادرها في كتاب الشيخ محمد هادي معرفة ((صيانة القرآن من التحريف)) وهو مطبوع حديثاً ومتداول.
وأن هناك الكثير من الروايات الصحيحة التي يستفاد منها عدم التحريف إمّا تصريحاً أو تلويحاً أو تقريراً, ويكفيك أن تعرف ما تظافر نقله من الروايات الدالة على عرض أحاديث الأئمة (عليهم السلام) على القرآن الكريم وجعلهم (عليهم السلام) القرآن ميزان صحة أحاديثهم من عدمها , وهو أوضح دليل على تمامية القرآن وعدم تحريفه وإلاّ لم يصح جعله ميزانا ً؟! (أنظر الكافي للكليني ج 1 ص 69 باب الأخذ بالسنّة وشواهد الكتاب).
ونضيف إليها ما ورد بإسناد صحيح في رسالة الإمام الباقر (عليه السلام) إلى سعد الخير: ((وكان من نبذهم الكتاب, أن أقاموا حروفه, وحرّفوا حدوده ... المزید)) (الكافي 8/83) , فالرواية تدل على التحريف المعنوي لا اللفظي بدليل قوله (عليه السلام) بعدها ـ راجع تمام المتن ـ : ((فهم يروونه ولا يرعونه, والجهال يعجبهم حفظهم للرواية والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية, وكان من نبذهم الكتاب أن ولّوه الذين لا يعلمون! فأوردهم الهوى, وأصدرهم إلى الردى, وغيّروا عفرى الدين, ثم أورثوه في السفه والصبا...)).
ونضيف إليه أيضاً ما ورد بسند صحيح عن أبي بصير, قال: سألت أبا عبد الله الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) عن قوله تعالى: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم...) وما يقوله الناس: ما باله لم يسمّ عليّاً وأهل بيته؟ ـ ملاحظة: وهذه هي افم الدعاوى من غير المحققين القائلين بالتحريف ـ قال (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نزلت عليه الصلاة ولم يسمّ لهم ثلاثاً أو أربعاً, حتى كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الذي فسّر لهم ذلك. (أصول الكافي 1/286).