السوال عن معنى الواحد لله وجواب امير المؤمنين ع للاعرابي بانه (لا يجوز ان نقول ان الله واحد من باب الاعداد، لان ما لاثاني له لا يدخل في باب الاعداد)1- ما معنى واحد من باب الاعداد، بالتفصيل؟ 2- والامام علي ع قال ما لاثاني له لا يدخل باب الاعداد،هل يقصد لاثاني له في ذاته اي يعني لاجزء ثاني او تركيب ثاني له ام يقصد لا ثاني له في وجوب الوجود اي لا واجب وجود ثاني مستقل (اله) لله تعالى3- الامام علي عليه السلام ضرب مثالا للاعرابي بالتثليث للنصارى وقال (اما ترى انه قد كفر من قال ان الله ثالث ثلاثه) هل المقصود في الايه الكريمه الله ثالث ثلاثة الهه اي الهان وهو الثالث ام المقصود ان الله واحد في الجوهر ولكن ثلاثة اقانيمكما تعرفون هناك اشكال عده للتثليث في المسيحيه منها انهم جعلو الله اله مع الهين اخرين اي صارو ثلاثة الهه ومنها انهم جعلو الله واحد لكن في ثلاثة اقانيم (الاب والابن والروح القدس)، فالايه الكريمه الي نوع من التثليث تشير حسب تفسير العلماء والمفسرين؟
الأخ جعفر المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركات أولاً: حينما نقول واحد فلا نريد به انه المعدود بأول العدد وذلك لان العدد انما يطبق على القابل للعد أي الذي له رتبة في سلسلة الاعداد، ويستحيل ان يكون هنالك عدد غير متبوع بعدد بعده او ان لا يكون لاحقا لعدد قبله، ولما كان الله تعالى هو الواحد الاحد الفرد الصمد فلا يدخل اذن في باب الاعداد، ولذلك قال فيه امير المؤمنين (عليه السلام): ((واحد لا بتأويل عدد)) لان الواحد قد يدخل في العدد، فاذا اريد استعماله في حقة تعالى احتيج الى قيد او تتمة، كما هو ظاهر في قولة (لا بتأويل عدد). وبعبارة أخرى: اذا قلت (واحد) فأنت تريد به أول ما تتألف منه كمية العدد، تقول (واحد اثنان ثلاثة ... المزید) فالثلاثة تركيب من وحدات عددية، بخلاف ما اذا لم ترد ما تتألف منه الكمية، بل تريد واحد لا نظير له، لان هذه الوحدة الحقيقية التي تجوز على الحق سبحانه وتعالى من حيث التسمية، فالواحد قد تكون وحدته عددية وحينئذ لا يجوز على الله تعالى، وقد تكون وحدته حقيقية فتجوز عليه، وهذا ما اشار اليه امير المؤمنين (عليه السلام) في قوله للاعرابي الذي سأله عن الواحد يوم الجمل، قال (عليه السلام): (يا أعرابي إن القول في أن الله واحد على أربعة أقسام: فوجهان منها لا يجوزان على الله عز وجل، ووجهان يثبتان فيه، فأما اللذان لا يجوزان عليه، فقول القائل: واحد يقصد به باب الأعداد، فهذا ما لا يجوز، لأن ما لا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد، أما ترى أنه كفر من قال: ثالث ثلاثة، وقول القائل: هو واحد من الناس، يريد به النوع من الجنس، فهذا ما لا يجوز عليه لأنه تشبيه، وجل ربنا عن ذلك وتعالى. وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه، فقول القائل: هو واحد ليس له في الأشياء شبه كذلك ربنا، وقول القائل: إنه عز وجل أحدي المعنى، يعني به أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم، كذلك ربنا عز وجل).
ثانياً: فقوله (عليه السلام): (ما لا ثاني له لا يدخل في باب الاعداد) معناه ما اشرنا اليه آنفا بالوحدة الحقيقية، فالواحد بهذه الوحدة لا يدخل بذاته في العدد، ولا يصدق عليه الواحد العددي اذ الواحد العددي له ثان وثالث ورابع...الخ والواحد الحقيقي يكون متفردا احديا بذاته وصفاته ولو كان مركبا لكان له جزءان او اكثر فتتعدد اجزاؤه، فيقال للجزء الاول واحد وللثاني اثنان وهكذا، ومنه تبين ان التركيب لا يناسب الوحدة الحقيقية ابدا، وهكذا في وجوب وجوده، فكل موجود وجب وجوده فقد وجب به تعالى فلا يقال واجب الوجود على الحقيقة الا له سبحانه واما غيره فحقيقة ذاته انه ممكن الوجود فافاض الله تعالى عليه الوجود فوجب به، فوجوب الوجود في غيره ليس هو حقيقة ذاته، وليس كذلك الله تعالى فان وجود وجوده هو بذاته فذاته المقدسة حقيقتها وجوب الوجود.
ثالثاً: ان فكرة الاقانيم الثلاثة النصرانية ليست سوى محاولة للخروج من تناقض اجتماع الوحدانية والشرك، فاصل اعتقادهم هو ان الالهة ثلاثة، ولما كانوا يزعمون انهم اهل ديانة توحيدية والتفتوا الى تأليههم للمسيح (عليه السلام) لجأوا الى ادعاء ان الاله واحد في ثلاثة الاقانيم (الاب والابن وروح القدس) فجعلوا الاله معدودا او مركبا في تلك الاقانيم، فيقال لهم أي واحد من هذه الثلاثة هو الاله الواحد؟ فان قالوا هو الاب، قيل لهم فما فائدة الوهية الابن والروح القدس؟ فاما ان تقولوا ان الجميع الهة واما ان الاله واحد والاخرين ليسا بالهين.ودمتم في رعاية الله