مسألة طول العمر حيرت كثيراً من الباحثين ، فالمقلل من المؤرخين قال إنّه عاش مئتين وخمسين عاماً، والمكثر قال إنّه أدرك عيسى بن مريم عليه السلام.
والذي انتهى اليه ميرزا حسين النوري الطبرسي في كتابه (نفس الرحمن في فضائل سلمان) ص 649 - 650
عن الصدوق رحمه الله في إكمال الدين : (إنّ سلمان كان ممّن ضرب في الأرض لطلب الحجّة, فلم يزل ينتقل من عالم إلى عالم, ومن فقيه إلى فقيه, ويبحث عن الأسرار ويستدل بالأخبار منتظراً لقيام القائم سيّد الأولين والآخرين محمّد صلى الله عليه وآله أربعمأة سنة - إلى آخر ما ذكره) .
فلو كان خروجه في طلب الدين في سن الستين إلى السبعين, كان عمره قريباً من خمسمأة, لما تقدم من أنّه توفي في سنة أربع وثلاثين .
وهذا التخمين في عمره مؤيد بما ذكره شيخ الطائفة في كتاب الغيبة في أوّل أحوال المعمرين : (وروى أصحاب الأخبار أنّ سلمان الفارسي رضي الله عنه لقى عيسى بن مريم عليه السلام, وبقي إلى زمان نبينا صلى الله عليه وآله وخبره مشهور - انتهى).
فإن بين عيسى ونبينا صلى الله عليه وآله ما يقرب خمسمئة سنّة، وقد روي أنّ النبي صلى الله عليه وآله قال للمسلمين : (( اتهنون سلمان بالإسلام وهو يدعو بني إسرائيل إلى الإيمان بالله منذ أربعمئة سنة وخمسين سنة) .
وقال صلى الله عليه وآله لزوجاته : (( سلمان عيني الناظرة, ولا تظنون أنّه كمن ترون من الرجال, إنّ سلمان كان يدعو إلى الله تعالى, وإلي قبل مبعثي بأربعمئة وخمسين سنة – الخبر ).
وقال السيّد الأجل المرتضى في الشافي : (وروى أصحاب الأخبار أنّ سلمان الفارسي عاش ثلاثمئة وخمسين سنة, وقال بعضهم : بل عاش أكثر من أربعمئة سنة, وقيل : إنّه أدرك عيسى عليه السلام, انتهى).
وفي مجمع البحرين : (نقل أنّه عاش ثلاثمئة وخمسين سنة, وأمّا مأتين وخمسين فممّا لا يشك فيه .