مصطفى عبد الله - السعودية
منذ 5 سنوات

تفكر في ذات الله

بما أن الوجود له نقطة بداية, فماذا إذا عن ماقبل الوجود ؟ فبما أنه يصح القول ( متى كان الوجود, متى كان الخلق ) ؟ فيجب أن يصح القول ( متى لم يكن الوجود, متى لم يكن الخلق ) ؟ قس عليه الآن قول متى كان الله ؟ فجوابه ( متى لم يكن ) و هذا مستحيل على الواجب عز وجل بينما الممكن الوجود فهذا ممكن


الأخ مصطفى المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل تحسب أنك بعقلك المحدود الذي يعجز عن إدراك كثير من الحقائق الكونية والعلمية قادرا على إدراك حقيقة الله تعالى حتى تسأل عن ماهيته بقولك (ما هو الله؟) أو عن ذاته وهويته بقولك (من هو الله؟) كيف وأن العقل البشري لا يسعه تعدي طوره مهما ارتقى فهما وشق بثاقب العلم شعرة فما هو أدق منها؟ ما أشد ما تحاوله أيها الأخ وما أعظم ما تبتغيه !؟ نقول لك بكلمة موجزة: إن العقل من مخلوقات الله تعالى، والمخلوق مطلقا لا يمكنه أبدا أن يحيط بالخالق.. فالممكن يبقى على إمكانه ولو صار في قربه إلى الله تعالى قاب قوسين أو أدنى ... المزید ولا يتصور مع ذلك أن يكون قرب الشيء هو القرب المكاني، بل الارتقاء الكمالي... فالممكن ممكن وإن علا، والواجب واجب مهما تجلى. وأنى للممكن أن يصل إلى الواجب؟ ولذلك ورد في كثير من الاخبار عن النبي وآله الأطهار المنع عن التفكر في الله، ولا بأس بأن نذكر جملة منها للفائدة: روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): تفكروا في كل شئ، ولا تفكروا في ذات الله . وعنه (صلى الله عليه وآله) : تفكروا في خلق الله ، ولا تفكروا في الله فتهلكوا. وعنه (صلى الله عليه وآله): تفكروا في الخلق ولا تفكروا في الخالق فإنكم لا تقدرون قدره. وعن الإمام الصادق (عليه السلام): إياكم والتفكر في الله، فإن التفكر في الله لا يزيد إلا تيها، إن الله عز وجل لا تدركه الأبصار ولا يوصف بمقدار. وعنه (عليه السلام): من نظر في الله كيف هو هلك.  وعنه (عليه السلام) : يا سليمان ! إن الله يقول: (( وأن إلى ربك المنتهى )) فإذا انتهى الكلام إلى الله فأمسكوا. وخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم على قوم يتفكرون، فقال: مالكم تتكلمون؟ فقالوا : نتفكر في خلق الله عز وجل، فقال : وكذلك فافعلوا ، تفكروا في خلقه، ولا تتفكروا فيه. وعن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): من تفكر في ذات الله ألحد . وعنه (عليه السلام): من تفكر في ذات الله تزندق. وعنه (عليه السلام): قد ضلت العقول في أمواج تيار إدراكه ودمتم في رعاية الله

7