محمد ( 17 سنة ) - السعودية
منذ سنتين

هل الرواية معتبرة ومعانيها لا تخالف الأصول؟

هل هذه الرواية صحيحة ولفظها معتبر ( في طريقها رجل ضعيف وهو الأصم) ولكن السند ليس كل شيئ لقبول الرواية- مسمع بن عبد الملك كردين البصري عن سيّدنا أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام قال: يا مسمع، إنّ السماوات و الأرض لم تزل تبكي مذ قتل أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه، و من يبكي لمصابنا من الملائكة أكثر من ذلك، و ما من عبد بكى رحمة لنا إلا رحمه اللّه قبل أن تخرج الدمعة من عينه، فإذا سالت على خدّه فلو أنّ قطرة منها سقطت في جهنم لأطفأت حرها حتى لا يوجد لها حرارة. (إلى آخره)


أهلاً وسهلاً بالسائل الكريم أولاً : الرواية معتبرة، على المختار.. ثانياً : متن الرواية هو ، … عن مسمع بن عبد الملك كردين البصري قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا مسمع أنت من أهل العراق أما تأتي قبر الحسين (عليه السلام)، قلت: لا أنا رجل مشهور عند أهل البصرة، وعندنا من يتبع هوى هذا الخليفة وعدونا كثير من أهل القبائل من النصاب وغيرهم، ولست آمنهم أن يرفعوا حالي عند ولد سليمان فيمثلون بي.. قال لي: أفما تذكر ما صنع به، قلت: نعم، قال: فتجزع، قلت: اي والله واستعبر لذلك حتى يرى أهلي أثر ذلك عليَّ فامتنع من الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي، قال: رحم الله دمعتك، أما إنك من الذين يعدون من أهل الجزع لنا والذين يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا، ويخافون لخوفنا ويأمنون إذا آمنا، أما إنك سترى عند موتك حضور آبائي لك ووصيتهم ملك الموت بك وما يلقونك به من البشارة أفضل، وملك الموت أرق عليك وأشد رحمة لك من الام الشفيقة على ولدها. قال: ثم استعبر واستعبرت معه، فقال: الحمد لله الذي فضلنا على خلقه بالرحمة وخصنا أهل البيت بالرحمة، يا مسمع ان الأرض والسماء لتبكي منذ قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) رحمة لنا، وما بكى لنا من الملائكة أكثر وما رقأت دموع الملائكة منذ قتلنا، وما بكى أحد رحمة لنا ولما لقينا الا رحمه الله قبل ان تخرج الدمعة من عينه، فإذا سالت دموعه على خده فلو ان قطرة من دموعه سقطت في جهنم لاطفأت حرها حتى لا يوجد لها حر، وان الموجع قلبه لنا ليفرح يوم يرانا عند موته فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض، وان الكوثر ليفرح بمحبنا إذا ورد عليه حتى أنه ليذيقه من ضروب الطعام ما لا يشتهي ان يصدر عنه. يا مسمع من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا ولم يستق بعدها ابدا، وهو في برد الكافور وريح المسك وطعم الزنجبيل، أحلى من العسل، وألين من الزبد، وأصفى من الدمع، وأذكى من العنبر، يخرج من تسنيم ويمر بأنهار الجنان، يجري على رضراض من القدحان أكثر من عدد نجوم السماء، يوجد ريحه من مسيرة الف عام، قدحانه من الذهب والفضة وألوان الجوهر، يفوح في وجه الشارب منه كل فائحة حتى يقول الشارب منه: يا ليتني تركت هاهنا لا أبغي بهذا بدلا ولا عنه تحويلاً. أما إنك يا كردين ممن تروي منه، وما من عين بكت لنا الا نعمت بالنظر إلى الكوثر وسقيت منه من أحبنا، وان الشارب منه ليعطي من اللذة والطعم والشهوة له أكثر مما يعطاه من هو دونه في حبنا، وإن على الكوثر أمير المؤمنين (عليه السلام) وفي يده عصا من عوسج يحطم بها أعداءنا، فيقول الرحل منهم: اني اشهد الشهادتين، فيقول: انطلق إلى امامك فلان فاسأله ان يشفع لك، فيقول: يتبرأ مني امامي الذي تذكره، فيقول: ارجع إلى ورائك فقل للذي كنت تتولاه وتقدمه على الخلق فاسأله إذا كان خير الخلق عندك ان يشفع لك، فان خير الخلق حقيق ان لا يرد إذا شفع (2)، فيقول: اني أهلك عطشا، فيقول له: زادك الله ظمأ، وزادك الله عطشا. قلت: جعلت فداك وكيف يقدر على الدنو من الحوض ولم يقدر عليه غيره، فقال: ورع عن أشياء قبيحة وكف عن شتمنا أهل البيت إذا ذكرنا، وترك أشياء اجترى عليها غيره، وليس ذلك لحبنا ولا لهوى منه لنا، ولكن ذلك لشدة اجتهاده في عبادته وتدينه ولما قد شغل نفسه به عن ذكر الناس، فأما قلبه فمنافق ودينه النصب باتباع أهل النصب وولاية الماضين وتقدمه لهما على كل أحد . المصدر : كامل الزيارات . المؤلف : جعفر بن محمّد بن قولويه . الصفحة : ( ٢٠٣ … ٢٠٦ ) . الباب : (32) ثواب من بكى على الحسين بن علي (عليهما السلام) . رقم الحديث : (٧) .