logo-img
السیاسات و الشروط
الحسن المجتبى ع ( 28 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

هل بكى الامام الحسين على اعدائه او لا

السلام عليكم هل صحيح ان الامام الحسين ع في يوم عاشوراء بكى على اعدائه الذين حاربوه وقال ابكي عليهم لانهم يدخلون النار بسببي ؟؟؟


١-اغلب المصادر فلم نجد الرواية نعم وجدناها عند بعض من ذكرها مرسلة من غير سند ولهذا نقول : ان الامام بما انه معصوم كان قلبه يسع الجميع ورحيما بالجميع ولذا نرى الامام (عليه السلام) كان حريصا على ان لا يبدا القوم بالقتال وحريصا على ان يستنفذ كل الوسائل من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه من الكثير ممن غرر بهم وخدعوا وايضا القاء الحجة عليهم . ولذا نرى في نفس الجيش من كانت قلوبهم مع الحسين(عليه السلام) ولكن سيوفهم عليه وكان (عليه السلام) يحاول تحريرهم من الخوف ولو فرضنا ان ذلك وقع فلا اقل من ان الحسين(عليه السلام) كان قلبه يرق لهم لعظم ما يقدمون عليه من معصية الله سبحانه وتعالى ثم يمكن القول ان ذلك قد وقع من الحسين(عليه السلام) أي الرقة والحزن عليهم قبل ان يقع القتال والسيف بينهم وهم قبل ان يقع السيف بينهم لا يزالون في فسحة من العودة الى الحق والتوبة وهذا ما حصل فعلا من بعض الاشخاص الذين انسلوا من جيش عمر بن سعد الى جيش الامام وقاتلوا الى جنب الحسين(عليه السلام) ولم يكن هذا فقط بل ان الامر قد جاوز ليلة المعركة الى يومها حيث موقف (الحر و ولده) ثم ان الاخبار وردت عن امير المؤمنين(عليه السلام) حينما قاتله اهل الجمل كان يبكي في خيمته ويرى اصحابه الحزن الشديد لما لحق بالامة من الهوان والخذلان واتباع الشيطان . ٢-إن الإمام الحسين [عليه السلام] ، فرع من الدوحة النبوية المباركة ، وقد خاطب القرآن النبي الكريم ، فقال له : ﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴾ وقال له : ﴿ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ وقال تعالى : ﴿ ... المزید فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ... ﴾ . وقد كان رسول الله [صلى الله عليه وآله] ، يحاربهم ويقتل فراعنتهم ولكنه يتحسر أيضاً على عدم قبولهم للحق وللدين . وهناك آيات عديدة أخرى تشير إلى هذا المعنى . فلا غرو إذا اقتدى الحسين [عليه السلام] بجده [صلوات الله وسلامه عليه ، وآله] . ٣- ـ إن هناك فرقاً بين الأسف على الإنسان الذي يتخذ طريق الكفر والجريمة ، وتمني أن لو كان قد اهتدى والتزم طريق الحق . . وبين الرأفة بالمجرم التي تعني حب التخفيف من عقوبته ، الذي يعني تضييع الحق ، وعدم إجراء أحكام الله سبحانه على حدها . . ولأجل ذلك جاء التقييد بقوله : ﴿ ... فِي دِينِ اللَّهِ ... ﴾ إذ أن الرأفة في الدين هي الرقة ، والتنزل من الدرجة المطلوبة إلى درجة أخف منها ، ولازم ذلك هو التساهل في إجراء الأحكام . ولم يكن الإمام الحسين [عليه السلام] يقيم الحد على أعدائه ، ولا كان يحب تخفيف العذاب عنهم في الآخرة ، بل كان يتمنى لهم الهداية ويتحسر عليهم لاتخاذهم طريق الضلال والجريمة . وأما بعد ارتكابهم الجريمة وهتك الحرمات الإلهية ، فلم يكن الإمام الحسين [عليه السلام] ليهتم بتخفيف العقوبة عنهم …

7