هل يدرك المتناهي (رسول الله) اللامتناهي (الله جلّ جلاله)؟
هل كان رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) يعرف الله بالمعرفة المطلقة، أم كانت معرفته معرفة خاصّة؟ وإذا قلنا: كان يعرف الله بالمعرفة المطلقة، ما الدليل؟ ونحن نقول: إنّ الله غير متناهٍ، ورسول الله متناهٍ، وهل يكون للمتناهي أن يدرك اللامتناهي؟
الأخ طارق المحترم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لم يتّضح لنا ماذا تعنيه بـ((المعرفة المطلقة))؛ فإن كنت تريد بها: المعرفة بكلّ شيء معرفة تامة تستغرق الوجود بأسره.
فاعلم أنّ هذه المعرفة ليست من خصائص الخلق، بل هي من شؤون الباري عزّ اسمه. نعم، إنّ للنبيّ وآله(صلوات الله عليهم) علوماً ومعرفة تليق بشأنهم ومقامهم، باعتبارهم وسائط فيض الله، وعيبة علمه، وخزائن رحمته، ومحلّ مشيئته، ولا شكّ أنّ تلك المعرفة جليلة ومستوعبة.. ثمّ اعلم أنّ المتناهي مهما بلغت درجته من الكمال فإنّه لا يحيط باللامتناهي، وحينئذ فإنّ قول النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لعليّ: (يا عليّ! ما عرف الله إلاّ أنا وأنت