طارق ابو محمد - السويد
منذ 5 سنوات

هل يدرك المتناهي (رسول الله) اللامتناهي (الله جلّ جلاله)؟

هل كان رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) يعرف الله بالمعرفة المطلقة، أم كانت معرفته معرفة خاصّة؟ وإذا قلنا: كان يعرف الله بالمعرفة المطلقة، ما الدليل؟ ونحن نقول: إنّ الله غير متناهٍ، ورسول الله متناهٍ، وهل يكون للمتناهي أن يدرك اللامتناهي؟


الأخ طارق المحترم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لم يتّضح لنا ماذا تعنيه بـ((المعرفة المطلقة))؛ فإن كنت تريد بها: المعرفة بكلّ شيء معرفة تامة تستغرق الوجود بأسره. فاعلم أنّ هذه المعرفة ليست من خصائص الخلق، بل هي من شؤون الباري عزّ اسمه. نعم، إنّ للنبيّ وآله(صلوات الله عليهم) علوماً ومعرفة تليق بشأنهم ومقامهم، باعتبارهم وسائط فيض الله، وعيبة علمه، وخزائن رحمته، ومحلّ مشيئته، ولا شكّ أنّ تلك المعرفة جليلة ومستوعبة.. ثمّ اعلم أنّ المتناهي مهما بلغت درجته من الكمال فإنّه لا يحيط باللامتناهي، وحينئذ فإنّ قول النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لعليّ: (يا عليّ! ما عرف الله إلاّ أنا وأنت ... المزید) (1) الحديث، لا يشير إلى أنّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأمير المومنين(عليه السلام) يحيطان بالله عزّ وجلّ، بل معنى ذلك: لا يعرف الله معرفة تامّة حقّة تليق برتبة المخلوق إلاّ أنا وأنت، فإنّ كلّ معرفة بالله عزّ وجلّ هي دون معرفتي ومعرفتك.. ذلك أنّ العظمة التي رآها رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ليلة المعراج، واختراقه الحجب السماوية، ووصوله إلى قاب قوسين، والكلام الذي خوطب به بغير واسطة، ممّا لم ينله ملك مقرّب، ولا نبيّ مرسل، وإنّ ذلك كلّه وصل إلى أمير المومنين(عليه السلام)، ورآه كما رآه، وإليه الإشارة بقوله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (إنّك تسمع ما أسمع، وترى ما أرى، إلاّ أنّك لست بنبيّ) (2) ، فما عرف الله سبحانه من جميع الخلائق بهذه المعرفة إلاّ هما (صلوات الله عليهما). ودمتم في رعاية الله

1