ابو يوسف - الكويت
منذ 4 سنوات

مذهب الشيخ الطوسي

لدي سؤال حول إدعاء البعض بأن الشيخ أبوجعفر الطوسي رحمه الله كان شافعياًّ أو أنه شافعي ثم استبصر؟ والدليل على ذلك ما ورد في بعض كتبه في تفسير القرآن؟ فهل هذا الإدعاء صحيح؟


الأخ أبا يوسف المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ننقل لكم جملة من الاقوال في بيان ودفع هذا الافتراء على الشيخ الطوسي - وعلى غيره من علماء الامامية -الذي توهمه السبكي في ترجمته للشيخ الطوسي........ جاء في كتاب - الرسائل العشر - الشيخ الطوسي - ص 10 - 13 هناك سؤال آخر : وهو أن الطوسي وعائلته في الأصل هل كانوا من العائلات الشيعية أو من أهل السنة ؟ لا ريب في أن الطوسي لدى وصوله إلى بغداد مباشرة التحق بحلقة الشيخ المفيد العالم الشيعي المعروف كما حضر عند غيره من علماء الإمامية، وأنه منذ ذلك الوقت كان مدافعا عن هذا المذهب مجدا في نشره وإرساء دعائمه. وهذا الأمر وحده لعله يكفي للتعريف بعقيدته ومذهب عائلته فيما قبل الهجرة إلى بغداد. مع أن أسماء آبائه أيضا يؤيد ذلك. وجميع من كتب عن الشيخ الطوسي من علماء الشيعة أكدوا انتمائه إلى هذا المذهب من أول شبابه، وهذا عندهم من المسلمات، ولم يقل أحد منهم خلافه. إلا أن عديدا من أهل السنة نسبوه إلى المذهب الشافعي على اختلاف تعابيرهم. والظاهر أن المدعي الأول لهذا الرأي هو تاج الدين السبكي في " طبقات الشافعية "فيقول ما حاصله : " أبو جعفر الطوسي فقيه الشيعة ومصنفهم كان ينتسب إلى مذهب الشافعي... ورد بغداد، وتفقه على مذهب الشافعي، وتعلم الكلام والأصول عند أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان، المعروف بالمفيد، فقيه الإمامية... " وبعد السبكي قال العلامة السيوطي في كتابه " طبقات المفسرين " : " محمد بن الحسن بن علي أبو جعفر شيخ الشيعة وعالمهم... ورد بغداد، وتفقه في فنون الفقه على مذهب الشافعي، فلا زم الشيخ المفيد فصار على أثره رافضيا وممن صرح أخيرا بذلك الكاتب الشلبي في " كشف الظنون " فقال : " كان ينتمي إلى مذهب الشافعي " إلا أن الشلبي قد خلط ما بين الطوسي وأمين الإسلام الطبرسي، كما أنه خلط أيضا بين تفسير " التبيان " للطوسي، وتفسير " مجمع البيان " للطبرسي، بالإضافة إلى أخطاء أخر صدرت منه في هذا الصدد وهنا يطرح هذا السؤال نفسه : ما السبب في نسبة الشيخ إلى مذهب الشافعي على لسان عديد من علماء السنة فقط ؟ ولماذا امتنع علماء الشيعة من ذكره ؟ فسكتوا عنه ؟ لعل قائلا يقول إن السبب الوحيد هو التعصب والطائفية، لكنه قول باطل، إذ لو كان الشيخ شافعيا في بدء أمره فانتقل إلى التشيع، لكان ذلك مفخرة للشيعة وليس عارا عليهم، لأنه قبل كل شئ دليل على أصالة هذا المذهب وقوته. مع أن علماء الشيعة لم يتحاشوا عن الاعتراف بذلك في ترجمة علماء كبار أمثال " ابن قبة " و " العياشي "فانتقال رجل معروف وعالم كبير مثل الشيخ الطوسي ولو في أوائل أمره من مذهب الشافعي إلى المذهب الشيعي،لا يعد فخرا للشافعية، ولا نقصا للشيعة، بل الأمر على عكس ذلك. على أن علماء السنة لم ينسبوا أحدا من كبار الشيعة الآخرين كالشيخ المفيد،والسيد المرتضى وأمثالهم إلى مذهب آخر، فما هو السبب إذا ؟في رأيي أن اعتدال الشيخ وإنصافه في الأبحاث الكلامية، ونقله لآراء علماء المذاهب الإسلامية في كتاباته لا سيما في تفسير التبيان وكتاب " الخلاف "، وترويجه للفقه التفريعي وإشاعته طريقة " الاجتهاد " بين الشيعة على النحو المعمول به عند أهل السنة كما ستعرف واقتباسه عباراتهم وخصوصا من كتب الإمام الشافعي ولا سيما في كتابه" المبسوط "، وإيراده للروايات من طرقهم، وتصميمه على جمع روايات الفريقين في كتابه " تهذيب الأحكام " في بدء العمل - وإن انصرف عنه فيما بعد - وأمثال هذه الأمور لعلها كانت باعثة على صدور هذا الوهم من جانب العلماء الثلاثة المذكورين. أو أن الشيخ الطوسي اشتبه عليهم بشخص آخر منسوب إلى طوس، كما حصل ذلك بالفعل لصاحب " كشف الظنون " الذي اشتبه به مع الشيخ الطبرسي المتوفى عام 548 ه‍، أي بعد الطوسي بمدة 88 عاما. بل من المعلوم عدم إحاطة هؤلاء المذكورين معرفة كاملة بالشيخ الطوسي وكتاباته فالسبكي مثلا اكتفى بذكر تفسير القرآن و " الأمالي " من كتبه الكثيرة، وأنه توفي بالكوفة. والكاتب الشلبي أيضا بدوره ارتكب تلك الأخطاء الواضحة وكيف كان فلقد تحدث غيرهم من علماء السنة عن حياة الطوسي، ولم ينسبوا إليه ما نسبه هؤلاء الثلاثة. وبعض المعاصرين من أهل السنة عرفوه كما كان عليه في نفس الأمر،وقالوا عنه : " كان عالما على المنهاجين الإمامي والسني ". ومن المتيقن لدينا أن عائلات كانت تعيش بطوس حين ذاك وإن وجود" الفردوسي " الشاعر لدليل واضح على ذلك. كما نعلم أيضا أن جمهور المواطنين والأهالي في تلك المنطقة كانوا من أهل السنة، ومن أتباع الشافعي ظاهرا، فإن نشأة الوزير نظام الملك( 408 - 485 ه‍ ) في " نوقان " والإمام الغزالي ( 450 - 505 ه‍ ) في " طابران " على مذهب الشافعي، وكذلك غير هما من العلماء تؤيد ذلك. ومن المتحمل أيضا أن أسرة الشيخ الطوسي كانت من شيعة آل البيت بطوس، لكنها كانت تحت ستار التقية وكانوا يظهرون الشافعية خوفا من الإساءة لهم كما حصل بالفعل " للفردوسي " بعد وفاته حيث رفضوا دفنه في مقابر المسلمين لكونه رافضيا وفي كتاب - الخلاف - الشيخ الطوسي - ج 1 - ص 11 - 12 تهافت لا يغتفر : بعد أن أقر بفضله الخصوم، وسلموا له في كل العلوم فرأوه مكينا في المعارف الإلهية، ضليعا في الفنون الإسلامية، فاشتبه الأمر على السبكي وغيره فوقعوا في تهافت فظيع، وغلط فاحش من نسبة الإمام الطوسي إلى الشافعية يقول تاج الدين تقي الدين السبكي في الجزء الثالث من طبقات الشافعية الكبرى / 51 : " ( محمد بن الحسن بن علي ) أبو جعفر الطوسي، فقيه الشيعة ومصنفهم كان ينتمي إلى مذهب الشافعي، له تفسير القرآن وأملى أحاديث وحكايات تشتمل على مجلدين، قدم بغداد وتفقه على مذهب الشافعي، وقرأ الأصول والكلام على أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المعروف بالمفيد،فقيه الإمامية، وحدث عن هلال الحفار، روى عنه ابنه أبو علي الحسن، وقد أحرقت كتبه عدة نوب بمحضر من الناس، توفي بالكوفة سنة ستين وأربعمائة " إنتهى كلام السبكي. نعم إن الشيخ الطوسي تفقه على مذهب الشافعي، وبقية المذاهب الأخرى كالحنفية، والمالكية، والحنابلة، والظاهرية وغيرها. وتضلع بها وكتب عنها الكثير - والكتاب الماثل بين يديك هو أنموذج حي ودليل ناصع على تبحره واضطلاعه بخرائد مسائل الجماعة وفرائد أصولهم -. ولكن ذلك لا يعني أنه قد انتمى إلى أحد تلك المذاهب، علما بأن التاريخ لم يذكر بأن الطوسي كان شافعيا، أو أنه قد انتحل إحدى المذاهب الأخرى. يقول ابن كثير في كتابه البداية والنهاية، في أوضاع سنة 460 هجرية / 97من المجلد 12 : " أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي، فقيه الشيعة ودفن في مشهد علي، وكان مجاورا به حين أحرقت داره بالكرخ وكتبه، سنة ثمان وأربعين إلى محرم هذه السنة فتوفي ودفن هناك ". وقال ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ 10 : 58 " توفي أبو جعفر الطوسي، فقيه الإمامية بمشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام " وفي كتاب - مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام - الجواد الكاظمي - ج 1 - هامش ص 3 ومن عجيب الاشتباه ما وقع للحاج خليفة كاتب چلبي مصطفى بن عبد اللَّه المتوفى سنة 1067 في كشف الظنون عند ذكره تفسير الطوسي انظر ص 311 ج 1 ط إسلامبول مطبعة العالم سنة 1310 ونحن ننقله بعين عبارته قال : تفسير الطوسي هو أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي فقيه الشيعة كان ينتمي إلى مذهب الشافعي المتوفى سنة إحدى وستين وخمسمائة سماه مجمع البيان لعلوم القرآن، واختصر الكشاف وسماه جوامع الجامع، وابتدء بتأليفه في سنة اثنين وستين وخمسمائة قال السبكي : وقد أحرقت كتبه عدة نوب بمحضر من الناس انتهى، وفيه من الاشتباهات ما لا يخفى : فان الشيخ الطوسي لم ينتم إلى مذهب الشافعي قط، والتناقض بين كونه فقيه الشيعة وكونه ينتمي إلى مذهب الشافعي بين، وكيف يتصور انضواء الشخصية العملاقة مثل الشيخ تحت أشعة مذهب ربما يتصاغر رائده إمام عظمة الشيخ وسعة أفقه وكبريائه العلمي واستقلاله الذاتي في الرأي لم يكن الشيخ مقلدا لأي أحد بل كان مجتهدا مطلقا لا يأبه إلا بما ساعد عليه الدليل واقتضاه البرهان الصادق، ولقد حاز الثقة التامة من طبقات الشيعة جمعاء في رواية الحديث وتحليله بل نحن نتحدى الحاج خليفة ومن حذا هو حذوه ( السبكي في طبقات الشافعية ج 3 ص 51 ) أن يذكروا للشيخ كلمة أو رأيا أو كتابا يثبت صحة هذه النسبة على كثرة مؤلفاته الأصولية والفقهية ثم إنه كان وفاة الشيخ - قدس سره - في سنة 460 ولذلك قالوا في تاريخ وفاته : محمد بن الحسن الطوسي أبو ***** جعفر الشيخ الجليل الأنجب جل الكمالات إليه ينتسب ***** تنجز الفيض وعمره عجب ولم تكن سنة 561 كما ذكره الحاج خليفة، وكان اسم تفسيره التبيان لا مجمع البيان وإنما كان مجمع البيان لأبي على الفضل بن الحسن الطبرسي المتوفى 548 وكذلك جوامع الجامع فلم يكن وفاة المؤلف الواقعي لمجمع البيان أيضا سنة 561 ولذا قالوا في تاريخ وفاته، وفضل بن الحسن بن الفضل ***** أبو على الطبرسي العدل شيخ ابن شهرآشوب عنه ينشر ***** مفسر عام الوفاة محشر ثم إن لازم ما ذكره الحاج خليفة من كون وفاة صاحب المجمع وجوامع الجامع سواء كان الطوسي أو الطبرسي سنة 561 وكون ابتداء التأليف سواء كان مرجع الضمير المجمع أو الجوامع 562 أن يكون ابتداء تأليف الكتاب بعد وفاة المؤلف بسنة، وهذا من الغرائب يذكرنا هذه الاشتباهات المتتالية للحاج خليفة المثل المعروف بالفارسية (( خسن وخسين هر سه دختران معاوية اند )). وفي كتاب - الحدائق الناضرة - المحقق البحراني - ج 10 - هامش ص 14 بمناسبة تعرض المصنف (قدس سره) لذكر ابن إدريس بهذا النحو رأيت أن أتعرض في المقام لما ذكره صاحب كشف الظنون عند تعرضه للكتب المؤلفة في الفقه على مذهب الإمامية ج 2 ص 1286 فإنه علق على هذا العنوان في ذيل الصفحة هكذا : يطلقون ابن إدريس على الشافعي. ثم قال في بيان الكتب هكذا : البيان والذكرى شرائع الاسلام وحاشيته القواعد النهاية. ثم قال : ومن أقوالهم الباطلة عدم وجوب الوضوء للصلاةالمندوبة.. إلى آخر ما ذكره من الأحكام الباطلة بنظره، وعد منها استحباب غسل يوم الغدير وهو العاشر من ذي الحجة. وقال ج 2 ص 1281 : والكتب المؤلفة على مذهب الإمامية الذين ينتسبون إلى مذهب ابن إدريس أعني الشافعي كثيرة : منها شرائع الاسلام وحاشيته والبيان والذكرى والقواعد والنهاية. أقول ما أدري من أين أتى هذا المتتبع المحقق بهذا التحقيق النفيس وكيف أدى تحقيقه وتتبعه إلى اغفال محمد بن إدريس العجلي الحلي من قائمة علماء الإمامية واغفال كتابه السرائر من قادمة كتبهم حتى حكم بأن المرادب‍ ( ابن إدريس ) في كلامهم هو محمد بن إدريس الشافعي القرشي وليته رجع على الأقل إلى لسان الميزان لابن حجر العسقلاني ج 5 ص 65 حيث يقول محمد بن إدريس العجلي الحلي فقيه الشيعة وعالمهم له تصنيف في فقه الإمامية ولم يكن للشيعة في وقته مثله مات سنة سبع وتسعين وخمسمائة. انتهى. نعم ليس هذا بغريب ممن يكتب ويؤلف ويحكم بما تشتهيه نفسه ويقتضيه تعصبه ويتجنب ما يفرضه الوجدان والضمير من التتبع والتحقيق ليفهم من هو ابن إدريس في كلام الإمامية وليفهم أنه لا علاقة لمذهب الإمامية بمذهب الشافعي إلا التضاد كغيره من المذاهب فإن أساسه ومنبعه هو ما خلفه النبي صلى الله عليه وآله في الأمة وأوصى باتباعه والتمسك به وجعله المرجع في أمور الدين وأناط به الأمن من الضلال من بعده وهو الكتاب والعترة كما هو نص حديث الثقلين الثابت من الطريقين راجع ج 9 ص 360من الحدائق، فمذهب الإمامية يستقي أحكامه من منبع الكتاب والعترة ولا ارتباط له لمذهب الشافعي أصلا وإنما يذكر قوله كغيره بعنوان ( الشافعي ) عند نقل الأقوال. ومما ذكرناه تظهرقيمة منقولاته الأخر كنسبة عدم وجوب الوضوء للصلاة المندوبة إلى الإمامية الذي هو افتراء محض عليهم وهذه كتب الشيعة منتشرة في البلاد، وكجعل الغدير اليوم العاشر من ذي الحجة، كما يظهر أنه لا قيمة لحكمه وحكم غيره ببطلان أقوالهم بعد ابتنائها على الأساس الذي أسسه مشرع الشريعة صلى الله عليه وآله والرجوع فيها إلى المرجع الذي عينه في حديث الثقلين وغيره. ولتزداد بصيرة في ما قلناه راجع ج 1 ص 452 من كشف الظنون حيث يقول : تفسير الطوسي هو أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي فقيه الشيعة الشافعي ( كان ينتمي إلى مذهب الشافعي ) المتوفى سنة ستين وأربعمائة سماه مجمع البيان لعلوم القرآن واختصر الكشاف وسماه جوامع الجامع وابتدأ بتأليفه في سنة 542 قال السبكي وقد أحرقت كتبه عدة نوب بمحضر من الناس. فانظر كيف صار مجمع البيان للشيخ الطوسي بدل التبيان وكيف صار فقيه الشيعة شافعيا، وراجع ج 2 ص 1602 منه حيث يقول مجمع البيان في تفسير القرآن للشيخ أبي علي فضل بن الحسين الطبرسي المشهدي الشيعي. ثم إن في ريحانة الأدب ج 5 ص 246 ما ترجمته : ابن إدريس محمد بن أحمد أو محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس بن حسين المكنى ب‍ ( أبي عبد الله ). وبالمراجعة لرجال الشيخ المامقاني (قدس سره) ج 2 باب ( محمد ) يتضح وجه الترديد في نسبه. وفي كتاب - مقدمة تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) - ابن إدريس الحلي - هامش ص 106 ومن الطريف أنّا نجد تطوّراً لهذه النغمة، وهي موافقة الشيخ الطوسي للشافعي فيتخذ صورة الحقيقة ولو بعد قرن من الزمان، وإذا بالشيخ الطوسي فقيه الشيعة ومصنفهم كان ينتمي إلى مذهب الشافعي، وانّه قدم بغداد وتفقه على مذهب الشافعي هكذا يقول السبكي في طبقات الشافعية وهو يترجم الشيخ الطوسي في 4 : 126. ولا نريد أن نطيل كثيراً في مناقشة هذه الدعوى، بل يكفينا مناقضة أولها لآخرها عن مناقشتها، فإنّ فقيه الشيعة ومصنفهم كيف يتفقه على مذهب الشافعي، ينتمي إلى مذهب الشافعي ؟ ! والفرق واضح بين كلّ من المذهبين الشيعي والشافعي، ولكل منهما أصوله وحدوده الخاصة. وربما كان غرض السبكي من ذكره ذلك حتى يستسيغ ضم مثل الشيخ الطوسي وهو هو في مقامه العلمي ومكانته الاجتماعية إلى قائمة الشافعية فتزدان طبقاته بترجمته. ولم يكن السبكي وحده صنع ذلك، بل نحا نحوه وصنع صنعه آخرون أمثال الصفدي الذي ترجم للشيخ الطوسي في كتابه الوافي بالوفيات 2 : 349 ونعته بالشافعية، وكذلك السيوطي في طبقات المفسرين : 29، وكاتب جلبي في كشف الظنون 1 : 452 وأخيراً عمر رضا كحالة في معجم المؤلفين 9 : 202، وربما كان غيرهم ممن لم نعثر عليهم. ودمتم في رعاية الله

1