هل يوجد مدح للقائد المغول
السلام عليكم لماذا يعظم الشيعة القائد المغولي جنكيز خان والتاريخ يشهد أنه امر بقتل النفس المحترمة ودمر المدن وإحراق المكتبات وامر بنقل العلماء والادباء واصحاب المهن إلى بلاده قسرا وافراغ بلاد المسلمين منها وغيرها من الأعمال المشينه؟؟
ما زال الوهابيون تبعاً لإمامهم ابن تيمية ، يتهمون الشيعة بأنهم السبب في غزو المغول لبلاد المسلمين وإسقاط الخلافة الشرعية ! ويزعمون أن الوزير محمد بن العلقمي الأسدي ( رحمه الله ) كان شيعياً وأراد الانتقام من قائد الجيش الدويدار وابن الخليفة لهجومهما على محلة الكرخ الشيعية في بغداد قبل سنتين من غزو المغول ، فكاتب هولاكو وشجعه على غزو بغداد ! ويجيب الشيعة بأن هذا الكلام من افتراءات ابن تيمية ، فإن ابن العلقمي عالمٌ منزهٌ عن ذلك ، بل عمل للدفاع عن بغداد وبلاد المسلمين فلم يسمعوا كلامه ، ثم عمل لتجنيب دخول المغول إليها وتدميرها ، فلم يسمعوا كلامه ! كما يجيب الشيعة بجواب أشد على الوهابيين يقول : لو سلمنا معكم بأن الشيعة كانوا السبب في سقوط الخلافة العباسية ، فقد قامت بعدها خلافة أقوى منها وأوسع هي الخلافة العثمانية ، فجاء الوهابية وتآمروا عليها مع الإنكليز وحاربوها معهم جنباً إلى جنب سنين طويلة ، حتى أسقطوها ! بينما قاتل فقهاء الشيعة وعشائرهم في العراق الجيش الإنكليزي جنباً إلى جنب مع جيش الخلافة ، واختلط دم شهدائهم بدم الأتراك ، وسجن مجاهدوهم مع ضباط الجيش العثماني ، وأعدموا جميعاً بيد الإنكليز ! لكن الوهابيين يخفون هذه الحقائق ويرفعون صراخهم باتهام الشيعة وابن العلقمي ونصير الدين الطوسي بالخيانة ، وكأنهم مدفوعون لا شعورياً إلى هذه التهمة ليغطوا على مؤامرتهم مع الإنكليز لإسقاط الخلافة العثمانية . لكن ظهر في السنوات الأخيرة كتَّاب منصفون رغم القمع الوهابي جهروا ببراءة ابن العلقمي والطوسي والشيعة . ومنهم الباحث أ . د . سعد بن حذيفة الغامدي ، أستاذ التاريخ الإسلامي ، في كلية الآداب قسم التاريخ في جامعة الملك سعود ، فقد ألف كتاب : سقوط الدولة العباسية ودور الشيعة بين الحقيقة والإتهام ! والكتاب في جزءين ، وقد غضب الوهابية على مؤلفه ، فقد كتب سليمان بن صالح الخراشي ، موضوعاً بعنوان : دكتور في جامعة الملك سعود يردد أكذوبة شيعية ! جاء فيه : « سقوط الدولة العباسية ودور الشيعة بين الحقيقة والإتهام . كتابٌ للأستاذ الدكتور سعد بن حذيفة الغامدي ، أحد منسوبي جامعة الملك سعود قسم التاريخ ، صدر قريباً وكتب على طرته ( دراسة جديدة لفترة حاسمة من تاريخ أمتنا ) وهذا ما أغراني لاقتنائه منتظراً ما سيجود به قلم الدكتور من جديد في هذه القضية ، إلا أنني تفاجأت عندما رأيته يردد ما ردده الشيعة الرافضة من تكذيب لأي خيانة لأسلافهم ، وهو ما تتابع عليه ثقات المؤرخين ، فهذا الجديد عنده ! يقول الدكتور محاولاً دفع تهمة الخيانة عن الرافضة : ومع هذا فإن سؤالاً يتبادر إلى الذهن وهذا السؤال هو : هل كان هولاكو محتاجاً إلى مساعدة المسلمين الشيعة ضد المسلمين السنة ، حتى نقبل أنهم كانوا أحد العوامل التي أدت إلى سقوط بغداد ؟ في الحقيقة لم يكن هولاكو محتاجاً إلى مساعدة من أي فرد شيعياً كان أم سنياً ، لذلك فإننا نجد كما يظهر لنا أنه من غير المحتمل إن لم يكن من المستحيل أن يكون لهذه الطائفة من المسلمين أي دور فعال ، سواء من داخل أو من خارج بغداد ، في هجوم المغول ضد العاصمة العباسية بغداد وخلافتها السنية ! يقول الدكتور / 333 : إن للمرء أن يقول بأن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة ، إذ لم تدعم أو تثبت بأي دليل قاطع ، يقوم أساساً على تقرير شاهد عيان معاصر ، كما أنها لم تظهر هذه الاتهامات أو الشائعات بمعنى أدق ، إلا بعد سنوات طوال من بعد سقوط العاصمة بغداد ، وانقراض أسرتها الحاكمة العباسية ! . . الخ . ولم يستطع الكاتب الخرَّاش أن يجيب على كلام الدكتور الغامدي العلمي الذي أبطل كلام ابن أبي شامة وابن تيمية ، فلجأ إلى كلام ناصر القفاري ، والقفاري ليس عنده إلا نقل لكلام ابن تيمية في اتهام ابن العلقمي وسبه ! ونشير هنا إلى دفاعات السيد الأمين القوية عن الشيعة وابن العلقمي ( رحمه الله ) في كتابه أعيان الشيعة : 9 / 100 ، ومنها أنه توجد عدة مصادر أصلية معاصرة لابن العلقمي وللحدث ، كذَّبت هذه التهمة ، كتاريخ ابن الطقطقي ، وتاريخ رشيد الدين ، وعبد الرحمن سنبط بن قنيتو الإربلي ، في كتابه الذهب المسبوك وهو عراقي معاصر للحدث ، وكذلك أبو الفرج بن العبري في كتابه تاريخ مختصر الدول ، وابن الفوطي البغدادي الحنبلي ، وكلهم معاصرون للحدث وأصحاب اطلاع واسع ! فهذا يدل على أن التهمة من تدبير المتعصبين ضد ابن العلقمي والشيعة ! خاصة أن الدويدار دبر مع ابن الخليفة محاولة انقلاب على الخليفة فكشفها ابن العلقمي وأحبطها ، ومن الطبيعي أن يحقدا عليه ! ويمكن للزيادة الاطلاع يراجع كتاب :كيف رد الشيعة غزو المغول للشيخ الكوراني