التدقيق في افعال الناس لايعني الهلاك يوم القيامة

الجواب بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في برنامجكم المجيب قبل ان اجيب جنابكم الكريم اسمح لي ان ابين شيئا مهما. ان الله تعالى هو الرحمن الرحيم بعباده ((وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ)) (سورة غافر:31) وهو القائل (( ... المزیدوَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ....))(الاعراف:156) وورد عن النبي صلى الله عليه واله عندما كان يسير هو واصحابه ورأوا حمامة تحوم على عشها وفراخها: (ان الله تعالى ارحم عليكم من هذه الحمامة على فراخها) هذا من جهة من جهة ثانية ان الله تعالى من منطلق رحمته بعباده فان الحسنات بعشر وبعضها باضعاف كما قال الله تعالى ((مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ)) (البقرة:261) بل فيما ورد عن اهل البيت عليهم السلام ان المرء اذا نوى الخير يسجل له حسنة فمجرد النية يثاب عليها بينما السيئة اذا نواها لا تسجل عليه واذا عملها تسجل له بسيئة . اذا اتضح كل هذا نقول: ان الله تعالى عظيم في ملكه وسلطانه وهو الغني عن عباده ولا يحتاج شيئا من عباده وكل ما يشرعه من قوانين انما هي لمصلحة الانسان والله تعالى يعلم ان بعض عباده يتمردون على الاخرين ((...إِنَّ الإِنْسانَ لَيَطْغى)) (العلق:6) ومن هنا فان ملاحظة حركات الانسان هو تحذير لاي شخص يريد ان يظلم نفسه او يظلم الاخرين ولو بمقدار يسير جدا فان الله تعالى لا يرضى ظلم احد ومن يظلم احدا فان الله له بالمرصاد في الدنيا او الاخرة فالانسان عندما يعلم ان الله تعالى يراقبه بالثانية وانه غير مغفول عنه فانه بكل تاكيد سوف يبتعد عن الظلم ومن يتعدى ويتجاوز ويظلم فالله جزاؤه بما عمل من السوء. اتضح من كل هذا ان هذا التدقيق في كل حركات الانسان انما هو لصالحه وخيره وهذه الدقة ليست في جانب المسيء فقط بل في جانب اهل الخير فانه الله دقيق معهم حتى على مستوى نياتهم فانه تعالى لا يتركهم بلا حساب واجر وثواب. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله