حسين محمد علي - ايسلندا
منذ 4 سنوات

مالك الأشتر(رحمه الله)

هل مالك الأشتر(رحمه الله) صحابي أم لا؟ وما هي المصادر؟


الأخ حسين المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ننقل لك ما جاء في (معجم رجال الحديث) للسيّد الخوئي، قال: مالك بن الحارث: الأشتر النخعي: من أصحاب عليّ(عليه السلام), رجال الشيخ. وعدّه البرقي في أصحاب عليّ(عليه السلام) من اليمن, قائلاً: مالك بن الحارث الأشتر النخعي. وعدّه ابن شهر آشوب في (المناقب/الجزء2), في (فصل في المسابقة بالإسلام): من وجوه الصحابة وخيار التابعين (1) . وتقدّم في ترجمة جندب بن زهير - يعني في المعجم -: عدّ الأشتر من التابعين الكبار, ورؤسائهم وزهّادهم. وقال الكشّي: حدّثني عبيد بن محمّد النخعي الشافعي السمرقندي, عن أبي أحمد الطرطوسي, قال: حدّثني خالد بن طفيل الغفاري, عن أبيه, عن حلام بن دل (أبي ذرّ) الغفاري - وكانت له صحبة - قال: مكث أبو ذرّ(رحمه الله) بالربذة حتّى مات, فلمّا حضرته الوفاة, قال لامرأته: اذبحي شاة من غنمك واصنعيها, فإذا نضجت فاقعدي على قارعة الطريق, فأوّل ركب ترينهم قولي: يا عباد الله المسلمين, هذا أبو ذرّ صاحب رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم), قد قضى نحبه ولقي ربّه, فأعينوني عليه, وأجيبوه؛ فإنّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أخبرني إنّي أموت في أرض غربة, وأنّه يلي غسلي ودفني والصلاة علَيَّ رجال من أُمّته صالحون. محمّد بن علقمة بن الأسود النخعي, قال: خرجت في رهط أُريد الحجّ, منهم مالك بن الحارث الأشتر, وعبد الله بن الفضل التميمي, ورفاعة بن شدّاد البجلي, حتّى قدمنا الربذة, فإذا امرأة على قارعة الطريق تقول: يا عباد الله المسلمين, هذا أبو ذرّ صاحب رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم), قد هلك غريباً, ليس لي أحد يعينني عليه.. قال: فنظر بعضنا إلى بعض وحمدنا الله على ما ساق إلينا, واسترجعنا على عظم المصيبة, ثمّ أقبلنا معها, فجهّزناه وتنافسنا في كفنه حتّى خرج من بيننا بالسواء, ثمّ تعاونّا على غسله حتّى فرغنا منه, ثمّ قدّمنا مالك الأشتر فصلّى بنا عليه, ثمّ دفنّاه. فقام الأشتر على قبره, ثمّ قال: اللّهمّ هذا أبو ذرّ صاحب رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم), عبدك في العابدين, وجاهد فيك المشركين, لم يغيّر ولم يبدّل, لكنّه رأى منكراً فغيّره بلسانه وقلبه حتّى جفي, ونفي, وحرم, واحتقر, ثمّ مات وحيداً غريباً, اللّهمّ فاقصم من حرمه ونفاه من مهاجره وحرم رسولك. قال: فرفعنا أيدينا جميعاً, وقلنا: آمين.. ثمّ قدّمت الشاة التي صنعت, فقالت: إنّه قد أقسم عليكم ألا تبرحوا حتّى تتغدّوا. فتغدّينا وارتحلنا. قال الكشّي: ذكر أنّه لمّا نُعي الأشتر مالك بن الحارث النخعي إلى أمير المؤمنين(عليه السلام), تأوّه حزناً, وقال: (رحم الله مالكاً, وما مالك؟ّ عزّ علَيَّ به هالكاً, لو كان صخراً لكان صلداً, ولو كان جبلاً لكان فنداً, وكأنّه قُدّ منّي قدّاً). وروى الشيخ المفيد(قدّس سرّه) مرسلاً: عن المفضّل بن عمر, عن أبي عبد الله(عليه السلام), قال: يخرج مع القائم(عليه السلام) من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلاً, خمسة عشر من قوم موسى(عليه السلام) الذين كانوا يهدون بالحقّ وبه يعدلون, وسبعة من أهل الكهف, ويوشع بن نون, وسلمان, وأبو دجانة الأنصاري, والمقداد, ومالك الأشتر, فيكونون بين يديه أنصاراً وحكّاماً. (الإرشاد: في ذكر قيام القائم عجّل الله تعالى فرجه). وروى أيضاً بإسناده إلى عبد الله بن جعفر ذي الجناحين, قال: لمّا جاء عليّ بن أبي طالب(صلوات الله عليه), مصاب محمّد بن أبي بكر, حيث قتله معاوية ابن خديج السكوني بمصر, جزع عليه جزعاً شديداً, وقال: ما أحلق مصر أن يذهب آخر الدهر, فلوددت أنّي وجدت رجلاً يصلح لها فوجّهته إليها, فقلت: تجد, فقال من؟ فقلت: الأشتر, قال(عليه السلام): ادعه لي. فدعوته, فكتب له عهده, وكتب معه: (بسم الله الرحمن الرحيم, من عليّ بن أبي طالب إلى الملأ من المسلمين الذين غضبوا لله حين عصي في الأرض وضرب الجور بأرواقه على البر والبحر, فلا حقّ يستراح إليه, ولا منكر يتناهى عنه, سلام عليكم, أمّا بعد.. فإنّي قد وجّهت إليكم عبداً من عباد الله, لا ينام أيام الخوف, ولا ينكل عن الأعداء, حذار الدوائر, أشدّ على الفجّار من حريق النار, وهو مالك بن الحارث الأشتر أخو مذحج, فاسمعوا له وأطيعوا؛ فإنّه سيف من سيوف الله, لا يأتي الضريبة, ولا كليل الحد, فإن أمركم أن تنفروا فانفروا, وإن أمركم أن تقيموا فأقيموا, وإن أمركم أن تحجموا فاحجموا, فإنّه لا يقدم إلاّ بأمري, فقد أمرتكم به على نفسي, لنصيحته لكم, وشدّة شكيمته على عدوّكم, عصمكم ربّكم بالهدى وثبّتكم باليقين... (الحديث). (الاختصاص: في أحوال مالك بن الأشتر النخعي). وروى بإسناده عن هشام بن محمّد, مضمون هذا الكتاب بأدنى اختلاف في (الأمالي: الحديث 3). وروى في (الاختصاص) أيضاً, عن عبد الله بن جعفر, قال: وكان لمعاوية بمصر عين يقال له: مسعود بن جرجة, فكتب إلى معاوية بهلاك الأشتر, فقام معاوية خطيباً في أصحابه, فقال: إنّ عليّاً كانت له يمينان، قطعت إحداهما بصفّين, يعني عمّار بن ياسر, وأُخرى اليوم, إنّ الأشتر مرّ بأيلة متوجّهاً إلى مصر, فصحبه نافع مولى عثمان, فخدمه وألطفه حتّى أعجبه واطمأنّ إليه, فلمّا نزل القلزم حاضر له شربة من عسل بسمّ, فسقاها، فمات, ألا وإنّ لله جنوداً من عسل. وروى بإسناده إلى عوانة, قال: لمّا جاء هلاك الأشتر إلى عليّ بن أبي طالب(صلوات الله عليه), صعد المنبر وخطب الناس, ثمّ قال: (ألا إنّ مالك بن الحارث قد قضى نحبه، وأوفى بعهده، ولقي ربّه، فرحم الله مالكاً, لو كان جبلاً لكان فنداً, ولو كان حجراً لكان صلداً, لله مالك وما مالك؟ وهل قامت النساء عن مثل مالك؟ وهل موجود كمالك؟), قال: فلمّا نزل ودخل القصر أقبل عليه رجال من قريش، فقالوا: لشدّ ما جزعت عليه ولقد هلك, قال: (أم (أما) والله هلاكه فقد أعزّ أهل المغرب, وأذلّ أهل المشرق), قال: وبكى عليه أياماً, وحزن عليه حزناً شديداً, وقال: (لا أرى مثله بعده أبداً). وذكر قريباً من ذلك في (الأمالي: المجلس 9, في ذيل الحديث السابق). أقول: إنّ جلالة مالك واختصاصه بأمير المؤمنين(عليه السلام), وعظم شأنه, ممّا اتّفقت عليه كلمة الخاصّة والعامّة. قال ابن عبد البر في ترجمة جندب بن جنادة (أبي ذرّ): ثمّ قدم على النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) المدينة فصحبه إلى أن مات, ثمّ خرج بعد وفاة أبي بكر إلى الشام فلم يزل بها حتّى ولي عثمان, ثمّ استقدمه عثمان, بشكوى معاوية، وأسكنه الربذة، فمات بها, وصلّى عليه عبد الله بن مسعود, صادفه وهو مقبل من الكوفة مع نفر فضلاء من الصحابة, منهم: حجر بن الأدبر, ومالك بن الحارث الأشتر. ثمّ روى عن أبي ذرّ: أنّه قال: سمعت رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول لنفر أنا فيهم: (ليموتنّ رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين). وليس من أولئك النفر أحد إلاّ وقد مات في قرية وجماعة, فأنا ذلك الرجل, والله ما كذب ولا كذّبت فأبصر الطريق, قلت: وأنّى وقد ذهب الحاج وتقطّعت الطريق؟ (إلى أن قال لهم): أبشروا, فإنّي سمعت رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول لنفر أنا فيهم: ليموتنّ رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين. (الحديث). قال ابن أبي الحديد: وقد روى المحدّثون حديثاً يدلّ على فضيلة عظيمة للأشتر(رحمه الله), وهي شهادة قاطعة من النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بأنّه مؤمن؛ روى هذا الحديث أبو عمر بن عبد البر في كتاب (الاستيعاب), ثمّ ذكر الحديث، ثمّ قال: قلت: حجر بن الأدبر، هو: حجر بن عدي الذي قتله معاوية, وهو من أعلام الشيعة وعظمائها, وأمّا الأشتر، فهو أشهر في الشيعة من أبي الهذيل في المعتزلة.. ثمّ قال: قرأ كتاب (الاستيعاب) على شيخنا عبد الوهاب بن سكينة المحدّث وأنا حاضر, فلمّا انتهى القارئ إلى هذا الخبر (الخبر المتقدّم) قال أُستاذي عمر بن عبد الله الدباس - وكنت أحضر معه سماع الحديث -: لتقل الشيعة بعد هذا ما شاءت, فما قال المرتضى والمفيد إلاّ بعض ما كان حجر والأشتر يعتقدانه في عثمان ومن تقدّمه, فأشار الشيخ إليه بالسكوت، فسكت. (انتهى). (شرح النهج: الجزء 15 من الطبع الحديث, فصل في نسب الأشتر وذكر بعض فضائله). وتقدّم في ترجمة جندب بن جنادة - يعني في المعجم - رواية الفقيه: قول رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لأبي ذرّ(رحمة الله عليه): (يا أبا ذرّ! تعيش وحدك, وتموت وحدك, وتدخل الجنّة وحدك, ويسعد بك قوم من أهل العراق يتولّون غسلك وتجهيزك ودفنك). ولقد أجاد العلاّمة في (الخلاصة)؛ حيث قال في (1) من الباب (9), من حرف الميم.. من القسم الأوّل: مالك الأشتر(قدّس الله روحه ورضي الله عنه), جليل القدر, عظيم المنزلة, كان اختصاصه بعليّ(عليه السلام) أظهر من أن يخفى, وتأسّف أمير المؤمنين(عليه السلام) بموته, وقال: (لقد كان لي كما كنت لرسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم). وذكر ابن داود في رجاله قريباً من ذلك (1232) من القسم الأوّل)) (2) ، انتهى كلام السيّد الخوئي في المعجم. نقول: لم ير مالك النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولم يتشرّف بصحبته والاستماع له, إلاّ أنّه يعدّ من خيار التابعين، وقد شهد له النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالإيمان, كما في الحديث المعروف الذي ذكره (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بحقّ أبي ذرّ وموته في الربذة، أنّه: ليموتنّ رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين) (3) , وقد كان من ضمن الذين شهدوا دفن أبي ذرّ مالك الأشتر, نصّ على ذلك ابن عبد البر في (الاستيعاب) (4) . وقال العلاّمة الحلّي في ترجمته: ((جليل القدر، عظيم المنزلة, كان اختصاصه بعليّ(عليه السلام)... وتأسف أمير المؤمنين(عليه السلام) بموته وقال: (لقد كان لي كما كنت لرسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) )) (5) . وقال الكشّي: ((ذُكر أنّه لمّا نُعي الأشتر مالك بن الحارث النخعي إلى أمير المؤمنين(عليه السلام) تأوه حزنا، وقال: (رحم الله مالكاً, وما مالك عزّ علَيَّ هالكاً, لو كان صخراً لكان صلداً، ولو كان جبلاً لكان فندا, وكأنّه قُدّ منّي قدّا) )) (6) . والظاهر من مجموع تراجمه في كتب الرجال أنّه لم يكن صحابياً, ولم ير النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم). ودمتم في رعاية الله

2